أشخاص يزورون جناح الصين خلال معرض الصين الدولي السابع للاستيراد في شانغهاي بشرق الصين في 5 نوفمبر 2024. (شينخوا)
تونس 5 نوفمبر 2024 (شينخوا) وصف خبراء تونسيون معرض الصين الدولي للاستيراد الذي تستضيفه سنويا مدينة شانغهاي منذ العام 2018، بأنه "منصة مهمة لتعزيز التجارة الدولية لها تأثيرات إيجابية على مجمل الاقتصاد العالمي".
وانطلقت اليوم (الثلاثاء) فعاليات معرض الصين الدولي للاستيراد في دورته السابعة، والتي ستتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري، بمشاركة نحو 3500 عارض من 129 دولة ومنطقة.
وتُشارك تونس في هذه التظاهرة الاقتصادية العالمية بـ 20 مؤسسة متعددة الاختصاصات، وذلك بجناح يمتد على مساحة 132 مترا مربعا يضم عدة تخصصات تشمل المنتجات الغذائية والسياحية والصناعات التقليدية وغيرها.
واعتبر الخبراء التونسيون في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن معرض الصين الدولي للاستيراد هو حدث اقتصادي كبير بأبعاد إقليمية ودولية، وهو بذلك عبارة عن "سوق ذهبية" و"فرصة كبيرة" للاستثمار والتبادل التجاري من شأنها خلق تآزر حقيقي من أجل التنمية المشتركة.
وقال الأكاديمي كمال بن يونس رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية إن معرض الصين الدولي للاستيراد لا يعكس الديناميكية الاقتصادية والتجارية للصين فحسب، وإنما يعكس أيضا تصميم الصين على تعزيز الانفتاح والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة.
وأضاف أن معرض الصين الدولي للاستيراد هو "عبارة عن اجتماع اقتصادي عالمي، وبعبارة أخرى هو منصة مهمة لتعزيز التجارة الدولية ستجمع للمرة السابعة التجار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ممثلي الشركات العالمية الكبرى في الصناعة والتجارة والخدمات، لا سيما في القطاعات الستة الرئيسية للاقتصاد العالمي، وهي التكنولوجيا العالية وصناعة السيارات والمعدات الطبية".
وتابع قائلا "من المؤكد أن النسخة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد ستكون بمثابة سوق ذهبية، وفرصة جيدة لتأكيد تقارب المصالح مع الشركات الصينية والآسيوية وشركائها العالميين، وهي بذلك تُشكل فرصة كبيرة للتجارة والاستثمار بما يُعبد الطريق نحو تحقيق التنمية المشتركة".
ولفت في هذا الصدد إلى أن معرض الصين الدولي للاستيراد يُعد أحد أهم الفعاليات الاقتصادية التي توفر للدول النامية، مثل تونس، فرصة فريدة للترويج لمنتجاتها مباشرة إلى أبرز المستوردين الصينيين، خاصة وأن السوق الصينية بدأت تشهد اهتماما متزايدا بالمنتجات التونسية، خاصة زيت الزيتون والتمور والرمان.
من جهته، رأى المحلل السياسي مراد علالة أن معرض الصين الدولي للاستيراد "يمثل حدثا اقتصاديا كبيرا، وهو مناسبة سنوية تثبت الصين من خلالها للعالم أن اقتصادها يمر بفترة ازدهار دون أن ننسى الانفتاح الدائم والبحث عن المصلحة المشتركة".
وبخصوص استفادة تونس من هذا المعرض، قال علالة إنه "لم يعد سرا أن الرأي العام التونسي يؤيد بقوة تعزيز الشراكة مع الصين التي تُشكل اليوم وجهة بديلة لتونس تُحررها من قيود وهيمنة الشركاء الغربيين".
وأردف "لذلك يعول رجال الأعمال في تونس كثيرا على المشاركة في النسخة الجديدة لمعرض الصين الدولي للاستيراد، من أجل اكتشاف فرص الاستثمار وتعزيز التجارة بين البلدين في مختلف المجالات".
وأوضح أن ذلك يبرر "التفاؤل بالحديث عن مشاركة تونسية إيجابية في هذا الحدث الاقتصادي واعتباره فرصة استثنائية وسوقا كبيرة تفتح آفاقا واسعة ضمن إطار مبادرة طريق الحرير، وفرصة أيضا لتحقيق المصلحة المشتركة وتجسيد التضامن بقيم إنسانية".
ويُشاطر هذا الرأي، هشام حاجي نائب رئيس مركز البحوث والدراسات المغاربية، حيث أكد على دور الصين كدولة لها ثقل اقتصادي وسياسي عالمي وتضافر جهودها من أجل عالم عادل ومن أجل التنمية في العالم.
واعتبر أن ذلك "يُعد في حد ذاته عاملا يُعطي صورة خاصة لهذا الحدث الاقتصادي الكبير، ويُشيع المزيد من الأمل في نجاحه، لذلك يتزايد اهتمام الفاعلين الاقتصاديين التونسيين بالمشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية لتعزيز التجارة والشراكة مع الصين، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق التي انضمت لها تونس في العام 2018.