في الصورة الملتقطة يوم 9 يوليو 2023، مدونة الفيديو التونسية أسماء الدرويش (على اليسار)، تقف لالتقاط الصور مع إمرأة ترتدي ملابس صينية تقليدية في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي في شمال غربي الصين. (شينخوا)
إنه يوم خريفي هادئ في بكين، حينما كانت تتجول مدونة الفيديو التونسية اسماء الدرويش البالغة من العمر 25 عاما على طول نهر ليانغما. ممسكة بالكاميرا في يدها، تسجل الأجواء المريحة بينما يتجول الناس بشكل عرضي ويركضون على طول ضفاف النهر.
"بكين رائعة ورومانسية مع تعايش متناغم بين المدينة والطبيعة"، قالت اسماء، التي تعيش في الصين منذ أكثر من عام.
تقضي اسماء جزءا كبيرا من وقت فراغها في التجول في بكين، وتصوير المشاهد اليومية التي تعتقد أنها تجسد تقاليد العاصمة وحيويتها بشكل أفضل.
وفي هذا الصيف، كانت اسماء حريصة على الانغماس أكثر في الثقافة الصينية واكتشاف مناظرها الطبيعية المتنوعة، إذ سافرت أيضا إلى مقاطعة شنشي ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم.
بالنسبة إلى اسماء، تقدم مدونات الفيديو الخاصة بها لمشاهديها طريقة فريدة لاستكشاف الصين وفهمها.
"والدي يحب الصين كثيرا. أخبرني أن الصين تطورت بسرعة كبيرة. وقال إنني سأحصل على المزيد من فرص العمل إذا درست اللغة الصينية". "لذلك أريده حقا أن يأتي إلى هنا ويختبر ذلك بنفسه".
تقع تونس في الطرف الشمالي من القارة الأفريقية، وتتمتع بحضارة قديمة غنية، وتلعب السياحة دورا محوريا في الاقتصاد المحلي. في فبراير 2017، بدأت تونس تنفيذ سياسة الإعفاء من التأشيرة للسياح الصينيين.
يعمل والد اسماء في مجال السياحة في تونس، وبعد أن استمتع بعائدات الزيارات السياحية الصينية إلى وطنه، شجع اسماء على تعلم اللغة الصينية.
في عام 2018، عندما بدأت اسماء دراسة اللغة الصينية في إحدى الجامعات في تونس، تمكنت من المساعدة في أعمال العائلة كمترجمة لوالدها.
"مبادرة الحزام والطريق لها تأثير جيد على بلدي، وخاصة على عائلتي. لقد ساعدتنا الصين في بناء البنية التحتية وأصبحت العلاقة بين البلدين عميقة للغاية. أنا فخورة جدا لأنني أتحدث الصينية".
دفعت مبادرة الحزام والطريق المزيد من الشركات الصينية إلى الاستثمار في تونس، مما جلب فرصا جديدة والمزيد من فرص العمل للسكان المحليين. قالت اسماء: "عملت أختي الكبرى ذات مرة في فرع شركة فيفو المنتجة للهواتف الذكية في تونس".
وأشارت اسماء إلى أن التبادلات الثقافية بين الصين وتونس تشهد تزايدا مستمرا، حيث يتوجه العديد من الصينيين إلى تونس لتعلم اللغة العربية، والعكس صحيح.
شهدت مدونات الفيديو الخاصة بها إقبالا لدى المشاهدين الأجانب، وخاصة أفلام احتفالها بالأعياد التقليدية مع أصدقائها الصينيين.
وأضافت "آمل أن يتمكن البلدان من تحقيق تعاون أوسع. في المستقبل، قد أقوم بتدريس اللغة الصينية للطلاب التونسيين وأصبح جسرا بين البلدين".