اختتم المخيم الصفي للطلاب السعوديين بمدينة تشينغداو شمال الصين في 23 أغسطس الجاري. وتم تنظيم هذا المعكسر من قبل شركة هندسة النفط البحرية المحدودة (أوفشور أويل أنجينيرينغ) التابعة التابعة لشركة كنوك، بالتعاعون مع شركة أرامكو السعودية.
وشارك في المخيم 12 طالبًا سعوديًا من معهد هاربين للتكنولوجيا وجامعة الصين للبترول، وجامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين، وقضّوا إجازة لا تُنسى. حيث شاركوا في تدريبات مكثّفة بين مدينتي تشينغداو وتيانجين، وأجروا زيارات ميدانية وتجارب ثقافية، وتعرّفوا على التغيّرات التي طرأت على صناعة النفط البحرية في الصين.
"أحببت هذا المكان كثيرا، البحر هنا أزرق وكل شي جميل". يقول الطالب السعودي عزيز الذي يزور مدينة تشينغداو لأول مرّة. ويضيف عزيز، بأن المخيم قد أتاح له فرصة الاطلاع على طرق إدارة المشاريع الهندسية ومواقع التصنيع. إلى جانب التعرف على التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الإدارية لشركة كنوك.
تعرّف عزيز خلال هذا المخيّم الصيفي أيضا على العديد من الأصدقاء الصينيين. على غرار تشونغ يوي شين، الذي كان أول صديق صيني تعرف عليه عزيز منذ مجيئه إلى تشينغداو. يعمل تشونغ يوي شين في مشروع مازان الذي تديره شركة أرامكو السعودية، وبعد تشغيله، سيصبح حقل مازان النفطي ثاني أكبر حقل نفط بحري في العالم، الشيء الذي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لأرامكو السعودية.
تزامن إطلاق مشروع مازان مع انتشار وباء كورونا، مما أجبر المهندسين على إجراء تغييرات كبيرة على التصميمات الأصلية. كما واجه المشروع عدة تحدّيات كبرى، أهمها انخفاض أسعار النفط العالمية وعوامل أخرى. مما اضطرّ تشونغ يوي شين وفريق العمل إلى دراسة أكثر من 20 خطة استجابة. وتمكنوا في النهاية من ضمان تقدم بناء المشروع بوتيرة سريعة.
قام المخيم الصيفي بدعوة النائب الأول لرئيس شركة أرامكو السعودية داوود الدواوود للحضور. وفي كلمته خلال افتتاح المخيم الصيفي، قال الداوود إن المستوى المهني وقدرات إدارة المقاولات العامة للشركات الصينية لا مثيل لها في مجال الهندسة والبناء البحري. معتبرا الشركات الصينية شريكا استراتيجيا عالميا هاما بالنسبة لأرامكو.
وباعتبارها شركة رائدة في مجال الهندسة البحرية والطاقة في آسيا، نجحت شركة هندسة النفط البحرية المحدودة خلال الأخيرة في إنجاز مايزيد عن 50 مشروعًا هندسيًا عالميًا بجودة عالية. كما قامت ببناء أكثر من 200 وحدة من معدات النفط والغاز، وسلمت أول محطة قطبية للغاز الطبيعي المسال في العالم في يامال. لقد نجحت مشاريع الطاقة الدولية واسعة النطاق ذات الجودة العالية، مثل مشروع إبسو العملاق بالبرازيل، ومشروع أفبسو العملاق بالصين، وغيرها من المشاريع الضخمة التي جعلتها تصبح واحدة من عمالقة الطاقة في العالم.
وتحافظ شركة هندسة النفط البحرية المحدودة على تعاون وثيق مع أرامكو السعودية، وفي وقت مبكر من عام 2018 أصبحت الشركة الصينية الوحيدة في قائمة اتفاقيات التعاون العالمية طويلة الأجل لشركة أرامكو السعودية. وفي هذا الصدد، يرى الدواوود، أن الجودة الهندسية والتكنولوجيا هما مفتاح التعاون. فمنذ وقت ليس ببعيد، فازت شركة هندسة النفط البحرية المحدودة بالمناقصة الخاصة بمشروع (LTA CRPO122) التي طرحتها شركة أرامكو السعودية، الشيء الذي عمّق علاقات التعاون بين الشركتين بشكل أكبر.
ويعتقد وانغ تشانغ لينغ، رئيس مجلس إدارة شركة هندسة النفط البحرية المحدودة، أن هذا المشروع لا يمثل تعميقًا للتعاون بين الشركتين فحسب، ولكنه يعد "رحلة في اتجاهين"، على مستوى المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.