عاش الشاب الباكستاني محمد فهد باقة في الصين حتى الآن لمدة ثماني سنوات. وخلال هذه السنوات، وبمساعدة أساتذته وزملائه الصينيين، واصل طريق البحث العلمي باستمرار وحقق نتائج مثمرة. وشهد التغييرات الكبيرة التي طرأت على الصين.
وقبل مجيئه إلى الصين، وعلى الرغم من أنه كان لديه مشاعر ودية للغاية تجاه الصين، مثل العديد من الباكستانيين، إلا أن فهمه للصين لم يكن شاملاً. وقال محمد فهد باقة إنه عرف في الماضي فقط عن جامعتين مشهورتين في الصين، ألا وهما جامعة تشينغهوا وجامعة بكين. وفي عام 2015، بعد أن وصل إلى الصين للدراسة، وجد أن العديد من الجامعات في الصين لديها مرافق تعليمية وبحثية من الدرجة الأولى. وكرس نفسه لدراسة تخصص رسم الخرائط ونظام المعلومات الجغرافية، والعديد من الجامعات والمؤسسات البحثية في الصين لديها قدرة قوية في هذا التخصص. وقال إن معهد ابتكار معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، الذي يعمل فيه حاليا، يتعاون مع العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية في جميع أنحاء العالم. وبالاعتماد على مركز الأبحاث الدولي للتنمية المستدامة الذي أنشأته الأكاديمية الصينية للعلوم، يمكن توفير تقاسم البيانات والدعم العلمي والتكنولوجي ودعم اتخاذ القرار لوكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء ذات الصلة.
وفي نوفمبر عام 2021، أطلقت الصين بنجاح أول قمر صناعي في العالم مخصص لخدمة جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وفي المستقبل، ستُتقاسم منتجات البيانات الناتجة عن هذا القمر الصناعي عالميا، مما يوفر للمجتمع الدولي، وخاصة البلدان النامية، دعم البيانات اللازمة لإجراء البحوث حول أهداف التنمية المستدامة. وشارك معهد ابتكار معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في تطوير حمولة القمر الصناعي، مما جعل محمد فهد فخورا للغاية. وقال إن الصين تستخدم بالفعل مزاياها التكنولوجية في هذا المجال لتقديم الدعم للدول النامية، وخاصة في مجال الوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها. وفي السنوات القليلة الماضية، اندلعت حرائق غابات خطيرة في بعض البلدان الآسيوية والأفريقية. وساعد معهد ابتكار معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم هذه البلدان على استخدام بيانات الأقمار الصناعية لمعرفة مكان اندلاع الحريق على الأرض؛ وبالإضافة إلى ذلك، واجهت باكستان كوارث جراد خطيرة، واستخدم العلماء الصينيون تكنولوجيا الاستشعار عن بعد لاكتشاف مسار طيران الجراد الصحراوي للمساعدة في التحذير والقضاء على الجراد.
وخلال عدة سنوات من الدراسة والحياة في الصين، ذهب الشاب الباكستاني إلى العديد من الأماكن. وأثناء تجواله في جميع أنحاء الصين، شهد أيضا التغييرات الكبيرة في الصين. وعلى وجه الخصوص، كان معجبا جدا بالإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في مجال القضاء على الفقر، ورأى بعينيه الأرياف الصينية ذات البيئة الجميلة والنظيفة والابتسامات المرتسمة على وجوه أبناء الشعب الصيني. ويرى أن الحزب الشيوعي الصيني أدى دورا رئيسيا في قيادة الشعب إلى الازدهار. وفي تعامله مع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، وجد أن معظمهم مخلصون ومثابرون للغاية، ويبذلون قصارى جهدهم لتحسين مستوى الإنتاج المحلي وارتفاع نوعية حياة الناس.
وعند حديثه عن المستقبل، أعرب محمد فهد باقة عن رغبته في الإسهام في تعزيز التعاون بين بلاده والصين في مجال علوم الفضاء. وقال إن أول قمر صناعي طورته باكستان "بدر A "، أُطلق بنجاح بمساعدة الصين. ويأمل في وجود المزيد من التعاون في المستقبل بين البلدين، ويتطلع إلى بناء المزيد من المحطات الفضائية في باكستان لتلقي بيانات الأقمار الصناعية لتخطيط الغابات والموارد المائية في المستقبل. وبعد نيله درجة الدكتوراه، سيبحث عن وظيفة لمساعدة البلدين على تنفيذ التعاون في مجال الفضاء وتعزيز تنمية العلاقات الثنائية.