روز مع زوجها وولدها
في الأيام القليلة الماضية، أثرت رحلة العودة الطويلة التي قامت بها كنة عائلة صينية والفتاة الأوغندية الأفريقية روز إلى الوطن في قلوب العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين والأجانب.
ولدت روز عام 1993، ودفعتها ظروف الفقر في عائلتها إلى مغادرة مسقط رأسها بعد تخرجها من المدرسة الثانوية وذهبت للعمل في مصنع أثاث في كمبالا، عاصمة أوغندا. وهناك التقت روز بفتاة من تشجيانغ ونشأت بينهما صداقة، وتبعا لذلك التقت روز بابن عم الفتاة وو جيان يون، ومهد هذا اللقاء لانعقاد روابط زواج عابر للحدود.
قبل ثماني سنوات، اختارت روز القدوم إلى قرية ليشوي بمقاطعة تشجيانغ بمفردها لمقابلة وو جيان يون، وتزوجا في النهاية. وقد نجحت روز في الاندماج بسرعة في الحياة المحلية بفضل ذكائها واجتهادها وتواضعها. وفي السنوات الأخيرة، ومع انتشار تقنية مقاطع الفيديو القصيرة، ووجدت روز "مسارًا جديدًا" للعمل. فشاركت حياتها اليومية في ريف تشجيانغ على منصات مقاطع الفيديو القصيرة، وجذبت الكثير من الاهتمام.
في هذه المقاطع القصيرة، تظهر روز مشغولة في إبراز مهاراتها في المطبخ الريفي. فهي تقوم بطهي أطباق واحدة تلو الأخرى مثل طبق دجاج شينجيانغ كبير ووعاء الفلفل الحار من تشونغتشينغ ودجاج في وعاء الفخار من سيتشوان وغيرها من الأطباق المحلية الشهيرة، مما أثار إعجاب العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين. وبذلك صار لديها تدريجيًا أكثر من 13 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وهذه المرة، جذبت روز مرة أخرى اهتمامًا واسع النطاق، ليس بسبب حياتها الريفية في الصين، ولكن بسبب رحلة طويلة إلى وطنها أوغندا في أفريقيا.
كان مسقط رأس روز محفورا في وجدانها دائمًا. في 29 يوليو الحالي، اصطحبت زوجها وطفلها في رحلة عائدة إلى أوغندا، وأرسلت مقطع فيديو تشارك فيه فرحة العودة إلى الوطن، ووعدت بمواصلة مشاركة رحلتها مع المعجبين من خلال مقاطع فيديو قصيرة.
وأولى المعجبون اهتمامًا كبيرا برحلة عودة روز إلى مسقط رأسها. فمقاطع الفيديو القصيرة الخاصة بها لم تقم بعرض مراحل صنع العديد من الأطباق الأفريقية فحسب، بل منحت أيضًا مستخدمي الإنترنت الصينيين الفرصة بالتعرف عن قرب على الثقافة والعادات الأوغندية. أحضرت روز زوجها وطفلها للم شملها مع أقاربها، الأمر الذي لم يجعل الجميع يشعرون بالتقارب بين الثقافات فحسب، بل نقل أيضًا جوًا عائليًا دافئًا. وقد ترك مستخدمو الإنترنت رسائل تعبر عن دعمهم لها، مشيدين بها واعتبارها "الوردة الأفريقية" وفخر الصين. وقال بعض المعجبين إن نجاح روز يثبت أن العمل الجاد والموهبة لا يعرفان حدودًا، بغض النظر عن مكانك، طالما أنك تجرؤ على الحلم، يمكنك تحقيق المزيد.
وفي الوقت ذاته، قدمت تجربة روز أيضًا للسكان المحليين فهمًا أوضح عن الصين، هذه الدولة الشرقية البعيدة: فالشعب الصيني لم يقم بمساعدتهم في تشييد الطرق والمباني فحسب، بل هم أيضا شعب صادق وطيب ودود ومنفتح.