"نحن الآن نقف فوق حقل الحلفاية النفطي، واحد من أكبر 7 حقول نفطية في العراق"، يقول المهندس المدني علاء عبدالله من العراق.
منذ أكثر من 10 سنوات، جاء مهندسو الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية المحدودة إلى العراق للمشاركة في تطوير وبناء حقل الحلفاية النفطي. وبعد عام من وصولهم، انضم إليهم عبدالله، الذي كان في الأصل يعمل مزارعا. " لقد تغيرت حياتي منذ تلك اللحظة." يقول عبدالله مستذكرا.
ويضيف عبدالله حول بداية في العمل بحقل الحلفاية، "في ذلك الوقت، جئت إلى هنا مع والدي وعدد قليل من زملائي القرويين، على أمل العثور عن عمل لإعالة أسرنا." وفي البداية، وبسبب نقص المهارات، كان بإمكانه القيام ببعض المهام البسيطة فقط، مثل تعبيد الطرق والاعتناء بالحديقة. لكن لاحقا، وبفضل مساعدة زملاءه الصينيين، أتقن عبد الله تدريجياً تقنيات صب الخرسانة، وربط القضبان الفولاذية ومعالجة تآكل الإسفلت. ومع اكتسابه المزيد من المهارات، ارتفع دخله، واشترى سيارة جديدة وانتقل إلى منزل جديد.
وفقًا لإحصاءات غير مكتملة، أوجدت الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية أكثر من 6000 فرصة عمل في العراق على مدى السنوات العشر الماضية. ويقول تشانغ يوسن، رئيس فرع الشركة بمنطقة الشرق الأوسط، بأن كل الأعمال التي يستطيع العمال المحليون القيام بها، قد أوكلتها للمحلّيين.
في عام 2012، أنشأت الشركة مركزًا للتدريب في محافظة البصرة بالعراق، وقدمت تدريبًا مجانيًا على المهارات للعمّال المحليين في اللحام والسقالات. وحتى الآن، قام المركز بتدريب ما يزيد عن 8 آلاف عامل محلي. ومن أجل تطوير المواهب المحلية بشكل أفضل، وقعت الشركة في عام 2013 أيضًا مذكرة تفاهم بشأن التعليم التعاوني مع كلية الهندسة بجامعة البصرة لتزويد الخريجين بفرص للممارسة والعمل في المشروع.
نهى محمد، 36 عامًا، كانت إحدى المستفيدات من المشروع. وهي تعمل في الشركة منذ تخرجها في جامعة البصرة عام 2012. وفي ديسمبر 2018 شاركت نهى في دورة تدريبية للموظفين بمدينة بكين على مدى 10 أيام، كممثلة للموظفين المتميزين.
في سبتمبر 2018، تم تشغيل محطة المعالجة المركزية الثالثة لحقل الحلفاية النفطي، بطاقة إنتاج تبلغ 20 مليون طن. وأصبحت نموذجًا للتطوير الفعال لحقول النفط في العراق بعد الحرب، ولقيت المحطة إشادة من السلطات العراقية.
وقال وزير النفط العراقي الأسبق جبار اللعيبي إن البناء العالي الجودة لحقل الحلفاية النفطي، قد حقق نتائج غير مسبوقة. وعبّر عن شكره للدور الذي تلعبه الشركات الصينية إنعاش الاقتصاد الوطني العراقي وتطوير صناعة النفط في العراق.