في مواجهة أزمة الدولار وما ترتب عليها من تضخم متصاعد خلال العام الماضي، وجد العديد من الشركات والأفراد في مصر البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في الشرق الأوسط، أنفسهم في تراجع اقتصادي ومالي ملحوظ على خلفية الركود الاقتصادي العاليم.
وعلى الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة، تمكنت شركة صينية تركز على السوق المحلي في مصر من التغلب على تلك الصعوبات، ليس فقط في تحقيق نمو المبيعات وحصة السوق، ولكنها أيضا تمكنت من إنشاء سمعة طيبة للعلامات التجارية الصينية في مصر.
وفي مصنع للأعلاف بمدينة السادات بمحافظة المنوفية شمال العاصمة المصرية القاهرة، قال المدير العام لشركة ((نيو هوب مصر)) سو هاو في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التضخم المرتفع في مصر أدى إلى تآكل القوة الشرائية للسكان المحليين وحجم سوق اللحوم، مما يشكل تحديا كبيرا لعمل الشركة التى تأسست فى مصر عام 2011.
وقال سو هاو "بفضل علاماتنا التجارية طويلة المدى وتطورنا في مصر لأكثر من عقد من الزمان، تم الاعتراف بشركة ((نيو هوب مصر)) من قبل المزارعين المحليين والمستهلكين"، لذلك وعلى الرغم من انخفاض الإنتاج الاقتصادي وضعف السوق، فقد حققت مبيعاتنا نجاحا كبيرا، حيث تجاوز معدل النمو 20 % في السنوات الثلاث الماضية.
وأشار سو إلى أن الشركة تدير أربعة مصانع لتصنيع الأعلاف ومزرعة دواجن واحدة في مصر، مما يساعد على توفير الأعلاف لتسمين 120 مليون دجاجة سنويا في مصر، وتحتل حصتها السوقية مرتبة بين أكبر ثلاثة مصانع في هذا القطاع.
وكشف أن الأسباب الكامنة وراء هذا التقدم تشمل المنتجات المتقدمة والخدمات الممتازة والإدارة الاستشرافية للشركة.
وتعتبر ((نيو هوب)) هي الشركة الأولى التي تقدم "الأعلاف الخضراء"، وهو علف بيولوجي وصديق للبيئة، إلى السوق المصري، ويحتوي العلف الأخضر على سلسلة من البروبيوتيك، والتي تسرع عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية في دجاج التسمين، مما يحسن بشكل كبير من كفاءة التربية.
وقال سو في الوقت الحالي، يبلغ معدل متوسط تحويل العلف FCR، وهو النسبة بين الكيلوجرامات من العلف المستهلك والوزن المكتسب من الحيوان أو الطيور أو وزن الحيوان أو الطائر عند بيعها، في مصر حوالي 1.6 كيلو جرام، بينما يمكن أن يحقق منتجنا 1.5 كيلو جرام. وبمعنى آخر، مقابل كل كيلوجرام من الوزن الذي يكتسبه دجاج التسمين، سيتم تقليل 0.1 كجم من العلف.
وقالت أسماء سعيد نائبة مدير قسم الخدمات الفنية للشركة إن ((نيو هوب))، كشركة رائدة في تربية الحيوانات في الصين، جلبت أيضا "المعايير الصينية" إلى مصر، مضيفة أن الدعم الفني الشامل والخدمات المدروسة للمزارعين خلال دورة تربية الدواجن، التي تبلغ 40 يوما، أمر بالغ الأهمية لنجاح ((نيو هوب)) في السوق المصري من "وجه جديد" إلى "العلامة التجارية الكبيرة" اليوم.
وأوضحت أن الشركات المحلية تقدم خدماتها فقط عندما يواجه المربون المشاكل، بينما تظل ((نيو هوب)) على اتصال بالمربين طوال العملية برمتها، مؤكدة أن الشركة تبذل قصارى جهدها لمساعدة المربين على تقليل التكاليف والتغلب على الصعوبات الاقتصادية من خلال الدعم الفني وخدمات المختبرات التابعة للشركة.
ومن أهم أسباب النجاح هو تمكن ((نيو هوب)) من تقليل مخاطر العملة بشكل فعال من خلال استراتيجيات مختلفة، بما في ذلك تحويل النقد إلى مخزون، واستخدام الأدوات المالية للتحوط من الخسائر، وتسريع معدل دوران رأس مال الشركة.
وقال سو، "بالاعتماد على الخبرة التشغيلية الغنية لشركة مدرجة في قائمة فورتشن غلوبال 500، والترتيب السنوي لأكبر 500 شركة في جميع أنحاء العالم إذا ما قيست من حيث الإيرادات، نجحت ((نيو هوب مصر)) في نزع فتيل الأزمة وجعلتها فرصة للتوسع في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا".
ونظراً للصعوبة المؤقتة في تحويل العملات، فإن شركة ((نيو هوب)) تحتفظ بمبالغ ضخمة من الجنيه المصري وتفتقر إلى العملة الصعبة لشراء المواد، الأمر الذي وضع بعض العقبات أمام عمل الشركة ومع ذلك، لا تزال الشركة تثق في السوق المصري.
وقال محمد رمضان، نائب مدير إدارة الإنتاج بالشركة، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه خلال العام الماضي من الاضطرابات الاقتصادية في مصر، نجحت إدارته في تلبية طلب السوق، مؤكدا أن الشركة رفعت أجور الموظفين "وهم راضون جدا"، معربا عن أمله في أن يستقر السوق وأن تكون الشركة بحال أفضل في المستقبل.
بدوره، قال شاو ون، رئيس قسم الأعمال الخارجية في ((نيو هوب بمصر))، إن التحديات الاقتصادية الحالية هي الأهم التي تواجهها الشركة منذ أكثر من عقد، لكنه أعرب عن تفاؤله قائلا "ما دمنا نحافظ على ثقتنا ونستجيب بشكل إيجابي فإن كل الصعوبات ستزال بسهولة".
بينما تنتظر الشاحنات في طابور خارج مصنع ((نيو هوب)) في مدينة السادات ليتم تحميلها، قال سو إن الشركة تخطط لتوسيع الطاقة الإنتاجية في مصر، بهدف مساعدة مربي الدواجن المصريين على تحسين تقنياتهم وتحقيق فوائد اقتصادية أكبر لهم.
وختم بالقول "ليس من السهل تحقيق مثل هذا النجاح في الماضي، وسنواصل إفادة المربين والمستهلكين المصريين في المستقبل".