60 عاما من التعاون الطبي ... أطباء صينيون يسردون قصص الصداقة الصينية-الجزائرية العميقة

2023-07-26 10:08:01|Xinhua

????1.jpg

الطبيبة تشانغ يوي مينغ (في اليمن) تأخذ صورة مع فتاة محلية أثناء عملها بين عامي 1963 و1965 في الجزائر. (الصورة مقدمة من تشانغ يوي مينغ)

لدى استذكار فترة عملها في الجزائر، قالت تشانغ يوي مينغ، البالغة من العمر 90 عاما والتي كانت طبيبة توليد في مستشفى شيانغيا بمدينة تشانغشا حاضرة مقاطعة هونان في وسط الصين، قالت إن "تجربتي للعمل في الجزائر ذكرى لن أنساها طوال الحياة".

وصلت تشانغ إلى الجزائر في مايو عام 1963 كعضوة بأول بعثة طبية صينية إلى الخارج، وذلك بعد رحلة استغرقت أكثر من 20 يوما. وعملت في القارة الأفريقية بعيدة عن أفراد أسرتها لعامين ونصف، وقدمت دعما طبيا للمرضى في الجزائر، حيث أجرت تشانغ بنجاح في الجزائر أكثر من 1000 عملية جراحية وساعدت على ولادة كثير من الأطفال المحليين.

وذكرت تشانغ أنها عند وصولها إلى الجزائر، كانت لا تفهم اللغتين العربية والفرنسية وتواجه صعوبات في التحدث إلى المرضى المحليين، فاجتهدت مع زملائها لتعلم اللغتين خلال أوقات الفراغ القليلة بجدول عملها المزدحم.

وفي نهاية عام 1963، أجرت تشانغ عملية عاجلة لسيدة حامل أصيبت بنزيف حاد في المشيمة. وتمكنت تشانغ من إنقاذ حياة المرأة ومولودها، وما كان من الأسرة إلا أن منحت لمولودها اسما مركبا يضم لقب "الصيني" مع اسم المولود الجديد باللغة العربية، حتى لا ينسى أن الصينيين أنقذوا حياته.

وتعد قصة الطبيبة الصينية قبل 60 عاما مجرد قصة واحدة من قصص كثيرة تعبر عن الصداقة الصينية-الجزائرية العميقة، حيث واصل كثير من الأطباء الصينيين أعمال الدعم الطبي في الدولة الصديقة وبذلوا جهودا حثيثة لعلاج المرضى المحليين وإنقاذ حياتهم.

ويوافق عام 2023 الذكرى السنوي الـ60 لإرسال الصين أولى بعثاتها الطبية إلى الخارج وتحديدا إلى ولاية سعيدة بالجزائر في أبريل عام 1963. وكانت البعثة مؤلفة من 24 طبيبا صينيا لمساندة الجزائر على إعادة بناء قطاع الرعاية الصحية بعد الاستقلال.

????2.jpg

في الصورة الملتقطة يوم 21 ديسمبر عام 2021 والمقدمة من البعثة الطبية الصينية إلى الجزائر، طبيبة صينية ضمن البعثة (في الوسط) تأخذ صورة مع الأطفال المحليين في ولاية سعيدة بالجزائر.

وحسب بيانات رسمية، أرسلت الصين 27 بعثة طبية ضمت ما إجماليه 3522 عاملا طبيا صينيا إلى الجزائر، حيث كان معظمهم من أطباء التوليد والوخز بالإبر.

وعلى مدى الـ60 عاما الماضية، عالج الأطباء الصينيون نحو 27.37 مليون مريض جزائري وأجروا حوالي 1.75 مليون عملية جراحية مجانا، ووُلد على أيديهم حوالي 2.07 مليون مولود. وقد نال تفاني الأطباء الصينيين ومسؤوليتهم وعنايتهم وعملهم الجاد الإشادة من المرضى ومن زملائهم الجزائريين أيضا.

وقال ليه لي رونغ، عضو البعثة الطبية الصينية الـ27 إلى الجزائر وهو أيضا مسؤول فرع البعثة لدى ولاية سعيدة، إن قرابة 90 في المائة من عمليات التوليد في ولاية سعيدة أجراها أطباء صينيون، حتى أن المرضى من المقاطعات المجاورة يأتون إلى الولاية لزيارة الأطباء الصينيين.

ولم يقتصر عمل البعثات الطبية الصينية في الجزائر على تقديم الخدمات الطبية للسكان فحسب، بل حرصت تلك البعثات على نقل المعرفة الطبية والتكنولوجيات الطبية الحديثة إلى هذا البلد الصديق وتدريب العديد من أفراد الطواقم الطبية ومن السكان المحليين من أجل إعداد "فريق طبي دائم" في الجزائر.

وقام تشو تاو، طبيب أمراض النساء والتوليد في مستشفى تونغجي التابع لمعهد تونغجي الطبي بجامعة هواتشونغ الصينية للعلوم والتكنولوجيا، بإلقاء محاضرات متخصصة كل أسبوع أو أسبوعين أمام أفراد من الطواقم الطبية المحلية، كما قام بأعمال محاكاة ومراجعة لحالات مرضية صعبة وأعراض نادرة وغير من ذلك.

وقد قامت البعثات الطبية الصينية بإعداد وتدريب حوالي 15 ألف فرد من الطواقم الطبية الجزائرية، وشاركت في أكثر من 600 محاضرة طبية، من أجل تعزيز التعلم المتبادل بين الطب الصيني التقليدي والطب الجزائري المحلي. وتساهم البعثات الطبية الصينية على ترقية مستوى خدمات الرعاية الطبية العامة وتعزيز التعاون والتبادل الصحي وتمتين الروابط الشعبية الودية بين الجانبين.

وفي هذا الصدد، أعرب محمد طالحي، الأمين العام لوزارة الصحة الجزائرية، في حفل بمناسبة الذكرى الـ60 لإرسال أول بعثة طبية صينية إلى الجزائر، عن الشكر الجزيل لكافة أعضاء البعثة الطبية الصينية الحالية والبعثات السابقة التي عملت بكل تفان وجهد في سبيل رعاية المواطن الجزائري جنبا إلى جنب مع زملائهم من الأطباء الجزائريين.

وقال لي جيان، سفير الصين بالجزائر، إن أعضاء البعثات الطبية الصينية تعاملوا مع الشعب الجزائري طيلة 60 عاما من التواجد على أرض الجزائر وكأنهم في مهمة نبيلة وسامية تخص الشعب الصيني وليس الشعب الجزائري، وهو ما يشير إلى التزامهم وحرصهم وشعورهم وكأنهم في بلدهم.