يعزز مشروع ((منطقة الأعمال المركزية)) في العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع أبراج ((الداون تاون)) بمدينة العلمين الجديدة اللذين تبنيهما الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) التنمية المستدامة في مصر، وفقا لمسئولين صينيين ومهندسين مصريين.
وقال يسري السلموني ممثل شركة ((دار مصر)) المسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي لمشروع منطقة الأعمال المركزية، إن "عناصر التنمية المستدامة تحققت في المشروع فيما يتعلق بالاعتبارات البيئية والقوى العاملة."
وأضاف السلموني في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، على هامش مؤتمر صحفي أمس (السبت) للإعلان عن تقرير التنمية المستدامة لشركة (CSCEC) للعام 2021 - 2022 في مصر، أن تصميم المشروع ركز على الاعتبارات الأمنية والبيئية باستخدام طاقة أقل وخامات محلية وتطوير إدارة التخلص من القمامة.
ويقع مشروع منطقة الأعمال المركزية في قلب الصحراء بحوالي 50 كيلو مترا شرق العاصمة القاهرة ويتكون من 20 برجا سكنيا وتجاريا من بينها البرج الأيقوني الذي يعد الأطول في أفريقيا بارتفاع 385 مترا.
وأكد أحمد عبدالرازق نائب مدير جهاز العاصمة الإدارية الجديدة أن حجم الإنشاءات في مشروع منطقة الأعمال المركزية هائل، وأشار إلى أن المشروع يعتبر العمل الأيقوني للعاصمة الإدارية الذي سيغير شكل البناء في مصر لسنوات عديدة قادمة.
وأوضح عبدالرازق لـ((شينخوا)) أن المشروع يطبق التكنولوجيا الذكية ويركز على استخدام الطاقة الصديقة للبيئة خاصة الطاقة الشمسية ويتضمن وحدات مركزية للمياه المثلجة التي ستستخدم فيما بعد في تغذية شبكات أجهزة التكييفات دون استهلاك عال للكهرباء.
ويعمل في المشروع 12 ألف عامل ومهندس مصري من أصل 16 ألفا هم إجمالي عدد الموظفين الذين يعملون معا في انسجام رغم عوائق اللغة.
وقال محمود راضي نائب مدير رقابة الجودة بالمشروع لـ((شينخوا)) "لقد كرسنا أنفسنا للإسهام في تحديث دولتنا من خلال التعاون مع الصين"، مضيفا أن "الجانب الصيني يشاركنا في الاحتفال بأعيادنا كما نشاركهم احتفالاتهم عبر الكثير من الأنشطة على مدار العام".
وأوضح راضي، الذي عمل من قبل في شركات متعددة الجنسيات، أن أهم ما يميز شركة (CSCEC) الصينية هو نظام العمل بدءا من مرحلة التصميم وصولا للتنفيذ باعتمادها على وسائل صب وبناء عالية التكنولوجيا، وهذا سبب نجاح المشروع.
فيما قال تشو تشن تشنغ المستشار التجاري والاقتصادي بالسفارة الصينية في القاهرة إن "مصر تعد شريكا مهما للصين في تعزيز الإجراءات المشتركة الثمانية الرئيسة" التي تم إعلانها خلال القمة العربية الصينية في الرياض لكونها واحدة من أكثر الدول تأثيرا في المنطقة العربية.
وأكد الدبلوماسي الصيني أن الجانب الصيني على استعداد لتعميق التعاون مع الجانب المصري في البناء المشترك لـ للحزام والطريق، وتعزيز الإنجاز عال الجودة لمشروع قطار مدينة (العاشر من رمضان) الكهربائي الخفيف ومشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة ضمن المواعيد المحددة، وتنفيذ مشروعات تعاون كبرى مثل منطقة التعاون الصناعي والتجاري الصينية - المصرية (تيدا).
وأضاف أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من مصر وتوسيع التعاون في الاستثمار والتمويل والإنتاج المشترك للقاحات والسفر الجوي وغيرها من المجالات الأخرى.
وأشار إلى أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية قامت بتحويل الصحراء الجرداء إلى مدينة حيوية متكاملة.
واعتبر أن هذه الشركة نموذج يحتذى به في تعميق العلاقات الودية بين مصر والصين في الأوقات الاستثنائية، في إشارة لنجاح الشركة في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بنشاط لحماية استقرار العمالة وتعزيز الإنتاج وضمان سلامة وصحة أكثر من 20 ألف موظف مصري وصيني، كما أنها حققت تقدما كبيرا في الإنتاج والتشغيل.
ونوه بأن الشركة الصينية لم تشارك بنشاط في التنمية الخضراء وحماية البيئة في مصر على مدار السنوات الأربع الماضية فحسب، بل نظمت أيضا فعاليات المنفعة العامة والتبرعات الخيرية ووفرت منصة للتبادل والتدريب العملي لمعلمي وطلاب أكثر من عشر جامعات مصرية ووفرت فرص العمل لمتحدي الإعاقة لتدعيم الترابط الإنساني والتبادل الحضاري بين شعبي مصر والصين، حتى أصبحت مثلا أعلى للشركات الصينية في مصر.
بينما قال تشانغ وي تساي المدير العام للشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية إن "الشركة تعمل بنشاط على دفع الاندماج العابر للثقافات وأداء مسؤولياتها الاجتماعية"، مضيفا أن التقرير السنوي للشركة يبرز النتائج التي حققتها في تعزيز التعاون والتبادلات المصرية الصينية، وأداء الشركة مسؤولياتها الاجتماعية نحو المجتمع المصري، كما يعكس الصداقة العميقة بين المصريين والصينيين التي تمتد لتاريخ عريق وتتطلع لمستقبل طويل.