قرر المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني مواصلة البلاد دفع الانفتاح العالي المستوى، ويعني ذلك أن الصين سيكون لها انفتاح أكبر في العقد المقبل. ولهذا السبب جاء المزيد من الأجانب إلى الصين، ومن أجل تحقيق أحلامهم، اختاروا البقاء بها واعتبروها وطنهم الثاني.
وفي عام 2014، وصل الشاب الأفغاني وحيد أحمد زاي البالغ من العمر 27 عاما إلى بكين للدراسة في جامعة التجارة الدولية. وخلال فترة الدراسة، شارك وحيد مع اثنين من زملائه الصينيين في مسابقة الابتكار وريادة الأعمال الدولية "الإنترنت +" لطلاب الجامعات الصينية، وفازوا بالميدالية الفضية في المسابقة. وفتحت تجربة المنافسة هذه الباب أمامه لبدء عمل تجاري في الصين.
وفي سبتمبر عام 2020، أُنشئت منطقة التجارة الحرة التجريبية في بكين رسميا، حيث رأي وحيد أنها فرصة جيدة لريادة الأعمال، ورغب في بناء منصة لكسر حواجز المعلومات، حتى تتمكن المواهب الدولية والشركات الأجنبية من فهم السياسات وبيئة الأعمال الصينية بشكل أفضل، ومساعدتها على ممارسة ريادة الأعمال.
وبعد شهر واحد، شُرع في بناء منصة المواهب الدولية في منطقة التجارة الحرة في بكين، مع التركيز على بناء منصة خدمات تطوير المواهب الشاملة التي تدمج بين جمع المواهب والخدمات الشاملة والتطوير والزراعة والتبادل والتفاعل. وتزامن هدف بناء هذه المنصة مع فكرة وحيد الريادية، وسرعان ما تلقى طلبه استجابة إيجابية من المسؤول عن مركز خدمة المواهب العالية المستوى في منطقة تشاويانغ ببكين، ثم بدأت شركة وحيد عملية التسجيل وأصبحت ضمن الدفعة الأولى من الشركات ذات التمويل الأجنبي المسجلة في منطقة التجارة الحرة التجريبية في بكين. ومن بداية الفكرة إلى تأسيس الشركة، كانت العملية سريعة جدا بدرجة كانت فوق توقعات وحيد. وبعد تأسيس شركته، حرص موظفو مركز خدمة المواهب العالية المستوى في منطقة تشاويانغ ببكين أيضا على توجيهه بعناية لتنفيذ مختلف المهام وساعدوه على التواصل مع وسائل الإعلام والمؤسسات العامة والموارد الأخرى.
ويشرح وحيد دائما سياسات منطقة التجارة الحرة في بكين لأصدقائه، ويخبرهم بما هي قطاعات الأعمال المميزة بكل منطقة في بكين، والسياسات التفضيلية بالنسبة للمستثمرين الأجانب. وقال وحيد لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن كل ذلك بفضل الفرص التي أتاحتها الصين للعالم، والتي تزداد انفتاحا وتطورا بجودة عالية. وأكد أن الصين دولة لديها إحساس بمهمتها ومسؤوليتها، وسيكون هناك اتجاه واضح للتنمية.
ودُعي وحيد للمشاركة في "مشروع حوار القادة الشباب الدولي" في عام 2021، حيث زار وشباب أجانب آخرون مدينتي جينان وتسيبو بمقاطعة شاندونغ الصينية. وخلال تلك الرحلة عمل مع شباب من دول عديدة لدراسة تجربة التنمية المحلية والتواصل والحوار مع الحكومات المحلية والمواهب المتميزة مما أفاد وحيد كثيرا. وفي عام 2022، شارك أيضا في معرض الصين الدولي للتجارة، وقال للمراسل إن هذا المعرض عزز التعاون والتبادلات بين الشركات الصينية والشركات الأجنبية في تجارة الخدمات، ووفر للشركات منصة أعلى. وفي الوقت نفسه، شكل منبرا لمناقشة الجميع كيفية تحسين تجارة الخدمات بشكل أفضل والسماح لمزيد من مواهب الشركات بالاهتمام بتجارة الخدمات.
وأشار وحيد إلى أنه سواء كان إنشاء منصة للشباب من مختلف البلدان لتبادل الأفكار والتعلم من بعضهم بعضا، أو بناء منصة للشركات من مختلف الدول لتحقيق التعاون المتبادل والتنمية المشتركة، فإن كل ذلك يعكس بشكل كبير جهود الصين ومنجزاتها لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وأصبحت فرص التنمية في الصين فرصا للتنمية في العالم.
وقال وحيد للمراسل إنه يريد البقاء في الصين لأنه يثق تماما في مستقبل تنميتها، ولديه إيمان راسخ بأن الصين لن تصبح أفضل فحسب، بل ستدفع أيضا تنمية البلدان الأخرى. وهذه القيمة الصحيحة والتطلعية هي التي تجعل تنمية الصين مستقرة للغاية وتجذب أعدادا متزايدة من المواهب الأجنبية للقدوم إلى الصين لتحقيق أحلامها.