خلال كأس العالم قطر 2022 الجاري، تم ضمان إمداد اللاعبين من الدول المختلفة بخضراوات طازجة ومتنوعة مزروعة محليًا كل يوم، ووراء ذلك مساهمة التعاون بين مزرعة قطرية محلية ومعهد تكنولوجيا زراعية في جنوب غربي الصين.
قال قاو يوي، المستثمر الصيني الرئيسي في شركة "وي جرو" القطرية للاستثمار الزراعي: "إننا وفرنا إمدادات الخضروات لفنادق منتخبات عديدة خلال كأس العالم، حيث نزرع الخضروات في قطر بواسطة تكنولوجيا مصنع النباتات الذكي بإضاءة ليد وغيرها من التكنولوجيا الصينية الخاصة".
وذكر قاو أن شركته ومزرعة "واحة الشفلاحية" القطرية قامتا بالتعاون مع معهد الزراعة الحضرية بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الذي يقع مقره في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، لعدة سنوات، مشيرا أن هذا التعاون وفر زخما كبيرا لتنمية المزرعة خلال السنوات الأخيرة، "كما يساعدنا في دخول أسواق المتاجر الراقية والفنادق الفاخرة إلى جانب المطاعم الصينية في قطر".
خضروات منتجة بالتكنولوجيا الصينية تُباع في أحد المتاجر في قطر. (صورة مقدمة من شركة "وي جرو" للاستثمار الزراعي / شينخوا)
قال قاو إن طقس قطر الصحراوي شحيح المياه ويصعب الزراعة فيه، لذا اعتمدت قطر على استيراد الخضراوات لسد طلب السوق المحلية بشكل كبير في الماضي، وبدأت تسعى وراء تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات في السنوات الأخيرة، وذلك يحتاج إلى استقدام التكنولوجيا الزراعية".
ذكر قاو أنهم استخدموا تكنولوجيا الزراعة المائية في البداية، لكنهم فشلوا بسبب نقص التكنولوجيا المناسبة والإدارة السليمة، حيث كانت كفاءة الزراعة منخفضة وكان طعم الخضراوات سيئا.
ومنذ عام 2019، بدأ قاو في التعاون مع المعهد المذكور وخبيره الكبير تشي تشي يونغ، حيث أدخل تشي إلى المزرعة القطرية تكنولوجيا مصنع النباتات الذكي بإضاءة ليد وتكنولوجيا الزراعة بركيزة التربة الصناعية وغيرها من التكنولوجيات الحديثة.
مشهد داخلي لمصنع النباتات الذكية المزود بإضاءة ليد خاصة للنباتات، في قطر. (صورة مقدمة من شركة "وي جرو" للاستثمار الزراعي / شينخوا)
وقال تشي إنه تم استخدام الحاويات المهملة في ميناء الدوحة، وتحويلها إلى دفيئات زراعية مزودة بمعدات التحكم في درجة الحرارة وإضاءة ليد الخاصة للنباتات وغيرهما من التكنولوجيا الزراعية الذكية، وقام بزراعة الخضراوات بتقنية تجمع بين الزراعة المائية والزراعة بركيزة التربة الصناعية، ما يحل مشاكل نمو الخضراوات غير العادي والاستهلاك العالي للمياه والطاقة ويرفع جودة الخضراوات ويحسن طعمها أيضا.
وأضاف قاو إنه يستغل مزايا قطر في وفرة الطاقة الشمسية وانخفاض أسعار الكهرباء، "نشغل مصانع النباتات الذكية داخل الحاويات المحولة خلال الفترة من مايو إلى سبتمبر حينما تكون درجات الحرارة عالية نسبيا، ونعمل في الدفيئة الزراعية في الفترة الباقية، هكذا يمكننا إنتاج الخضراوات عالية الجودة على مدار العام في البيئة الصحراوية".
تابع قاو أن شركته قد أسست حوالي 80 حاوية إلى مصانع النباتات الذكية وأنشأت دفيئات زراعية تبلغ مساحتها أكثر من 10 آلاف متر مربع في قطر، كما وسعت عدد الخضراوات المنتجة من نوعين إلى بضع عشرة نوعاً، ومن بينها بعض الخضراوات الصينية الخاصة.
وقال يانغ تشي تشانغ، نائب رئيس معهد الزراعة الحضرية بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، إن الشرق الأوسط منطقة مناسبة جدًا لترويج وتطبيق التكنولوجيا الصينية لمصنع النباتات الذكية، مؤكدا أنه في المستقبل القريب، سيواصل المعهد تعزيز التعاون مع الجانب القطري، من أجل إفادة الشرق الأوسط بشكل أفضل من تطبيقات المنجزات التكنولوجية الصينية، وخاصة البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق".