أسهمت مبادرة الحزام والطريق بشكل كبير في انتشار وزيادة الطلب على الكتب التي تهتم بالشأن الصيني وتركز على هذه المبادرة ومستقبل الصين المشرق، وفق ما أكده أصحاب مكتبات وكتاب وزبائن في العراق.
وأجمع هؤلاء على أن مبادرة الحزام والطريق جذبت العديد من طلاب الدراسات العليا لكتابة بحوث ودراسات في الماجستير والدكتوراة عن الصين وثقافتها واقتصادها وتطورها وخططها للتعاون التي تركز على المنفعة المتبادلة.
وقال خالد حسين صاحب مكتبة "الحنش" الشهيرة في شارع المتنبي وسط بغداد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في الآونة الأخيرة، بدأ إقبال الطلاب والدارسين على موضوع العلاقات العراقية الصينية ومبادرة الحزام والطريق، ما أدى إلى انتشار الكتب الخاصة بدراسة مبادرة الحزام والطريق وتأثيرها وأسبابها ونتائجها وفوائدها".
وأكد حسين أن ذلك أسهم في زيادة الطلب على الكتب الخاصة بالصين في العراق.
وأيد سلام رحمن صاحب مكتبة ما ذهب إليه زميله حسين من أن نهضة الصين ومبادرة الحزام والطريق أسهمت في انتشار الكتب التي تهتم بالشأن الصيني.
وقال رحمن إن "مبادرة الحزام والطريق شجعت القارئ العراقي والباحثين على الإقبال على اكتشاف الصين كثقافة شعب وكأدب صيني من حيث الترجمة إلى اللغة العربية،" مشيرا إلى "الإقبال عليها بصورة أوسع من قبل الدارسين والباحثين عن الصين وثقافة شعبها".
بدوره، أكد الكاتب الدكتور عقيل الربيعي الذي ألف كتابا تحت عنوان "الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط، فرص العراق في إدراك مبادرة الحزام والطريق الصينية"، أن مبادرة الحزام والطريق لعبت دورا كبيرا في تشجيع الباحثين والقراء على اقتناء الكتب عن الصين.
وقال الربيعي لـ ((شينخوا)) إن "مبادرة الحزام والطريق الصينية نظام اقتصادي حديث، وهذا العنوان الحديث، كان حافزا لدى الطلاب في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة نحو هذا العنوان، وهناك اقبال واسع وكبير لدى القارئ العراقي".
وأضاف "كتبت عن مبادرة الحزام والطريق وكان عنوان كتابي هو الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط، فرص العراق في إدراك مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهو كتاب حديث جدا"، مشيرا إلى أن كتابه سوف يطرح في معرض بغداد الدولي للكتاب خلال ديسمبر الجاري.
وأوضح أن هناك الكثير من الكتب عن الصين بعضها لمؤلفين صينيين ومؤلفين مصريين وعرب.
وأشار إلى أنه قبل عشرين سنة، كان المفكر والقارئ العراقي لا يعلم إلا الشيء البسيط عن الصين، لكن الأمر اختلف اليوم "فهناك كتب تدخل والمطابع تطبع وهناك تأكيد على الكتب الصينية".
وأضاف "مبادرة الحزام والطريق تتطرق بشكل واسع للقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية وهناك تلاقح للأفكار ما بين الحضارات، حضارة الصين وحضارة أوروبا وحضارة آسيا، ونحن نوصي الكتاب الصينيين بطرح مثل هذه الأفكار لتلاقح الثقافات ما بين الشعوب، لأن الشعوب اليوم هي التي تريد الاندماج".
وفي شارع المتنبي الشهير وسط بغداد حيث العديد من المكتبات المتخصصة ببيع الكتب المختلفة لا تكاد تخلو مكتبة من كتاب عن الصين وذلك لأهمية الصين وتنامي دورها العالمي.
وأكد عامل في إحدى المكتبات أنه باع خلال شهر نوفمبر الماضي أكثر من 100 كتاب عن الصين ما دفع صاحب المكتبة للسفر خارج العراق لجلب كميات من الكتب عن الصين لوجود إقبال عليها.
وقال الدكتور محمد جميل أستاذ الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع في الجامعة المستنصرية، والذي حضر لشراء بعض الكتب، "نجد عشرات الكتب التي تتكلم عن تاريخ الصين وعن دور الصين في المنطقة العربية وعن علاقات الصين، ونجد إقبالا واضحا حتى على مستوى الدراسات والمناقشات والندوات في مراكز البحوث في العلوم السياسية وفي علم الاجتماع".
وأشار إلى أن هناك الكثير من هذه الندوات بدأت تهتم بطرح مواضيع تخص الصين وعلاقاتها بالعراق وعلاقتها بالمنطقة العربية.
وتابع "هناك اهتمام واضح نلمسه في كل جوانب الحياة لا سيما الجانب الاقتصادي وما يشكله من عمق كبير ومعظم ما نستعمله وما نقتنيه هو بالتأكيد صناعة صينية، وبالتالي أصبح حضور الجانب الصيني اجتماعيا وتجاريا وثقافيا".
وأكد أن مبادرة الحزام والطريق عمقت الاهتمام العراقي بمعرفة وضع الصين وجوانب الحياة الصينية لأن هناك نوعا من التقارب والاهتمام، معتبرا أن هذا الواقع فرض نفسه على القارئ.
واختتم حديثه قائلا "بين فترة وأخرى نجد هناك مؤلفات تزداد يعني عشرات الكتب موجودة حاليا في مكتباتنا، وهذا جيد جدا للمكتبة وإغناء للتراث المعرفي".