في الصورة الملتقطة يوم 17 ديسمبر 2021، حافلة كهربائية أنتجتها شركة يوتونغ خلال حفل مغادرة الحافلات الكهربائية إلى قطر في مدينة تشنغتشو، حاضرة مقاطعة خنان بوسط الصين. (شينخوا)
باستثناء تشجيع المنتخبات المرصعة بالنجوم والمنافسة المحتدمة في الاستادات، فإن لهواة كرة القدم الصينيين شعور آخر بالمشاركة في منافسات كأس العالم لكرة القدم 2022 الجارية في قطر حاليا، من خلال الحضور القوي للعناصر الصينية في الحدث العالمي الرائع.
فمن الملاعب، والمركبات الكهربائية إلى المشتقات الثقافية، تم الكشف عن مجموعة رائعة من المنتجات صينية الصنع في النسخة الحالية من كأس العالم، حيث يمكن بسهولة رؤية أسماء الشركات الصينية على اللافتات والعلامات على أطراف الملاعب.
وفي هذا السياق؛ قال تشو جيان، سفير الصين لدى قطر، إن الصين صنعت تأثيراً على عالم كرة القدم على الرغم من أن منتخبها لم يتأهل لمنافسات البطولة العالمية في قطر، مضيفاً: "أشعر بالفخر لأن الصين قادرة على الإسهام في كأس العالم".
في الصورة الملتقطة يوم 9 سبتمبر 2022، مشهد داخلي لاستاد لوسيل، الاستاد الرئيسي لكأس العالم قطر 2022، الواقع في ضواحي العاصمة القطرية، الدوحة. (شينخوا)
-- مشارك رئيسي
يعتبر استاد لوسيل الرائع استاداً رئيسياً لكأس العالم قطر 2022، ويتسع لـ80 ألف مقعد ويتوقع أن يستضيف المباراة النهائية والحفل الختامي. وقد تم بناؤه من قبل الشركة الصينية لإنشاءات سكك الحديد.
وقال لي باي كبير المهندسين الصينيين: "إن بناء استاد لوسيل يمثل المرة الأولى التي تشارك فيها شركة صينية كمقاول رئيسي لتصميم وبناء ملعب كرة قدم احترافي وفقًا لأعلى معايير الفيفا. كما أنها المرة الأولى التي تنفذ فيها شركة صينية أعمال التصميم والبناء لاستاد كأس العالم."
كما شاركت شركات صينية في بناء "قرية المشجعين" بكأس العالم. فعلى سبيل المثال، تم وضع حوالي 6000 منزل حاويات بجنوبي العاصمة القطرية الدوحة، حيث زودتها الشركات الصينية بمرافق مجهزة جيداً بما في ذلك حمامات منفصلة ومكيفات الهواء.
أما في الشوارع بقطر، تسير أكثر من 3000 حافلة صينية الصنع خلال كأس العالم، بما في ذلك 888 سيارة كهربائية تقدم خدمات نقل مكوكية للآلاف من المسؤولين والصحفيين والمشجعين من مختلف بلدان العالم.
وفي السياق ذاته؛ قال قان شاو يينغ، رئيس فريق خدمة قطر لشركة يوتونغ، شركة صينية لصناعة حافلات، إنها المرة الأولى التي يستخدم فيها حدث رياضي دولي كبير حافلات صينية صديقة للبيئة على نطاق واسع، مؤكدا: "هذا يعني أن التكنولوجيا الصينية في الطاقة الجديدة قد حظيت باعتراف العالم".
وبدورها؛ قالت شركة "ميديا"، شركة صينية كبيرة لصناعة الأجهزة الكهربائية، إنه تم تركيب 2500 مكيف هواء لدعم مراكز الفحص الأمني في الملاعب. بينما أسهمت شركة "ساني" لصناعة الآلات بما يقرب من 100 قطعة من المعدات الثقيلة وسط موجة البناء التي جلبها هذا الحدث الكبير لكرة القدم.
ومن الأعلام الوطنية إلى الزخارف والوسائد المزينة بصور كأس العالم، تمتعت المنتجات المصنوعة في مدينة ييوو، مركز السلع الصغيرة في شرقي الصين، بحوالي 70 في المائة من حصة السوق من السلع الطرفية لكأس العالم، وفقًا لجمعية ييوو للسلع الرياضية.
وقال سونغ شيانغ تشينغ الباحث في جامعة بكين للمعلمين: "كأس العالم منصة مثالية للمنتجات المصنوعة في الصين. وتعكس شعبية المنتجات دخول التصنيع الصيني إلى سوق المنتجات العالمية الراقية."
-- تنافسية عالمية
لم يتخيل لي ون لو، وهو من عشاق كرة القدم والمدير العام لشركة صينية لتكنولوجيا الطاقة الجديدة، أن منتجات شركته ستتمكن من شق طريقها يوماً ما إلى كأس العالم، إلا أنها تمكنت من تسليم طلب توريد 12 عربة كهربائية لكأس العالم.
وقال لي: "طالما أن هناك مشاريع واسعة النطاق على مستوى العالم، سيكون شعار "صنع في الصين" الخيار الأول للعملاء الدوليين، حيث تتمتع المنتجات صينية الصنع بمزايا تنافسية"، مضيفًا أن أداء عرباته الممتاز المقاوم للماء ساعده في كسب ثقة العملاء من قطر.
في الصورة الملتقطة يوم 21 نوفمبر 2022، مشجعون يزورون كشكا في مهرجان الفيفا للمشجعين في العاصمة القطرية، الدوحة. (شينخوا)
وقال تشن جيا، محلل إستراتيجي دولي مستقل، إن التصنيع الصيني يسرّع العملية الخضراء والذكية حاليا، بينما يقدم مساهمات إيجابية في السلسلة الصناعية العالمية واستقرار سلسلة التوريد.
وأظهرت بيانات شركة "تيانيانتشا"، موفر لمعلومات الشركات، دخول أكثر من 120 ألف شركة من مدينة ييوو أسواق العالم، حيث حسّنت شركات التجارة الخارجية هذه إلى حد كبير قدراتها البحثية والتطويرية لإنشاء علاماتها التجارية الخاصة. فعلى سبيل المثال، في فئة الأوشحة وحدها، تحتضن الشركات في ييوو نحو 2000 براءة اختراع حالياً.
ومن خلال ترويج علاماتها التجارية في كأس العالم الذي يعقد كل أربع سنوات، قدمت الشركات الصينية عائدات رعاية للدولة المستضيفة للحدث أكثر من شركات أية دولة أخرى، حيث بلغ إجمالي استثمارات الشركات الصينية نحو 1.4 مليار دولار أمريكي، وفقًا لشركة "جلوبال داتا"، شركة استشارات وتحليلات مقرها في لندن.
من جانبه؛ قال لي جيانغ العضو المنتدب لشركة تسويق رياضية صينية إن الشركات الصينية نمت لتصبح مشاركًا رئيسيًا في الأحداث الرياضية العالمية، ما يدل على قدرتها التنافسية العالمية.
وأظهرت بيانات منصة "علي إكسبريس"، للتسوق الإلكتروني المرتبطة بالتجارة العالمية، أن مبيعات الأعلام وأحذية كرة القدم التي صُنعت في الصين ارتفعت بنسبة 300 بالمائة و200 بالمائة على التوالي في شهر نوفمبر الجاري مقارنة بالشهر السابق.
وقال شيوي شياو، رئيس وحدة التجارة الإلكترونية العابرة الحدود في شركة "كيلمي" للمنتجات الرياضية: "لقد شهدنا زيادة كبيرة في مبيعات معدات كرة القدم مؤخرًا بسبب كأس العالم اللافت للنظر".
وتابع قائلا: "لكننا لا نقصد أن نجني ربحاً سريعاً لمجرد طفرة"، مشيرًا إلى أن العديد من الشركات الصينية تركز الآن على الأعمال طويلة الأجل وتكرس نفسها لتكوين قدرة تنافسية دائمة.
