في دعوة إلى القيم الإنسانية المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، طرحت الصين "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الأمن العالمي"، اللتين تدعوان إلى المزيد من التعاون في مجالات مثل الحد من الفقر وتغير المناخ والأمن الغذائي والتنمية الخضراء، ولقيتا ردود فعل إيجابية من أكثر من 100 دولة، بما فيها الدول العربية.
وفيما يخص كيفية التعاون مع الدول العربية في تنفيذ المبادرتين المذكورتين، أعرب خبيران صينيان مختصان بشؤون الشرق الأوسط في تصريحاتهما لوكالة أنباء شينخوا عن توقعاتهما وتطلعاتهما الشخصية حيال ذلك.
قال وانغ جين يان، باحث مشارك في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه منذ طرح الصين مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، لطالما اعتبرت الدول العربية ركيزة استراتيجية وشريكة تعاون هامة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وحقق التعاون الصيني-العربي نتائج مثمرة خلال العقد الماضي.
ورأى وانغ أن الصين تؤكد مواصلة التمسك بالتعددية وإيلاء اهتمام لدور الآليات متعددة الأطراف والمضي قدما بدفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، منوها إلى أن الصين تولي أهمية كبيرة للتنمية، وبذلت جهودا مستمرة لتعزيز القوة الدافعة الجديدة للتنمية المشتركة مع البلدان العربية، بغية تعزيز السلام من خلال التنمية.
وأشار وانغ إلى أن الصين ستسهم بنشاط في صياغة قواعد الأمن العالمي وتقوية التعاون الدولي في مجال الأمن، وتدفع تنفيذ "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الأمن العالمي" بإجراءات عملية.
ويتوقع أن يتخذ الجانبان الصيني العربي البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" والتنفيذ المشترك لـ"مبادرة التنمية العالمية" كـ "محركين مزدوجين"، لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات من خلال الابتكار التكنولوجي. وعلى الصعيد الاقتصادي، ستصبح المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية من أبرز مجالات التعاون، بحسب وانغ.
ولفت وانغ إلى أن بعض الدول العربية تعاني من مشكلات تنموية مماثلة سبق للصين مواجهتها، وترغب في الاستلهام من الفلسفة والخبرات التنموية الناجحة للصين، داعيا إلى تعزيز تبادل الخبرات فيما بينهما.
وبدوره، قال لي وي جيان، باحث في معهد شانغهاي للدراسات الدولية ونائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط، إنه خلال السنوات العشر الماضية، وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ساعدت الشركات الصينية الدول العربية في بناء عدد كبير من مشاريع البنى التحتية، ومع تحول التعاون بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" إلى مجالات التكنولوجيا المتطورة والطاقة الخضراء وغيرها، اتجه التعاون الصيني-العربي إلى مرحلة جديدة ومجالات جديدة.
وتابع بقوله، "الأهم من ذلك، بفضل ’الحزام والطريق‘، جرى تعميق التعاون العملي بين الصين والدول العربية، ما أثمر نتائج تعود بالنفع على الجانبين، وحظي مفهوم تعزيز السلام من خلال التنمية بإقبال واسع النطاق".
وتطلعا إلى التعاون الصيني-العربي في السنوات الخمس المقبلة، رأى لي أنه سيتم توطيد التعاون الثنائي من خلال سلسلة من الإجراءات والمشاريع، مما يعزز تنفيذ "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الأمن العالمي".
واستطرد أنه سيتم تعميق التعاون بين الصين والدول العربية بشكل متواصل في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة الخضراء والجيل الخامس، للمضي قدما بتعزيز البناء عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" من خلال تعزيز التآزر بين الميزات النسبية لكل من الصين والدول العربية من ناحية، ومن ناحية أخرى، العمل المشترك على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتجاوز تباين الحضارات من خلال التبادل بين الحضارات المختلفة والتعلم من بعضهم البعض، لمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك.