قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم (الخميس) إن مشروع تشييد مبنى المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان الممول بهبة من الحكومة الصينية "سيكون رمزا للمنطقة"، مؤكدا أن المشروع "حلم بات بفضل الصينيين حقيقة".
جاء ذلك في تصريح لميقاتي بعد جولة تفقدية قام بها وسفير الصين في لبنان تشيان مين جيان ووزير الثقافة محمد المرتضى ومجلس إدارة المعهد لأعمال تشييد المبنى الجديد لـ "المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى" في محلة "ضبية" الساحلية قرب بيروت.
وقال ميقاتي "لمسنا في الجولة إن هذه المنارة الثقافية والفنية التي تشيد على حوض المتوسط يمكن أن تكون جاذبة لكل دول المنطقة".
وأكد أن "هذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا التعاون ببن الحكومتين اللبنانية والصينية التي تقدمت مشكورة بتكاليف المشروع كاملا، وهذا الصرح سيكون رمزا للمنطقة، وحلمنا بات بفضل الصينيين حقيقة".
من جهته، قال السفير الصيني في لبنان تشيان مين جيان إن المشروع سيصبح رمزا رئيسيا للصداقة بين الصين ولبنان ونموذجا ناجحا للعمل المشترك في بناء "الحزام والطريق" بين البلدين وتعزيز الروابط بين الشعبين.
وأشار إلى أن المشروع سيحسن ظروف تعليم الموسيقى في لبنان وسيوفر للجمهور اللبناني مكانا احترافيا من الدرجة الأولى للاستمتاع بعروض مختلفة.
بدوره، قال وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى إن المعهد الموسيقي الذي تموله الصين سيلعب دورا هائلا من خلال جذب الراغبين لدراسة الموسيقى من أنحاء العالم.
وتوجه بالشكر إلى الصين على تقديماتها للبنان كما توجه بالتحية إلى الحكومة والشعب الصيني بمناسبة العيد الوطني.
من جانبها قالت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية السوبرانو هبة القواس "نعتز برؤية الدولة الصينية التي أيقنت أنه من خلال الموسيقى العابرة للحدود تبدأ علاقات الدبلوماسية الثقافية للانفتاح على العالم"، وتوجهت بالشكر للحكومة الصينية على الهبة بتشييد المعهد.
وأكدت أن مبنى المعهد الجديد سيشكل معلما عمرانيا فريدا من نوعه في المنطقة، مشيرة إلى أن المشروع "أيقونة ثقافية" وصرح ثقافي حضاري سيكون نقطة جذب في المنطقة.
وكان مشروع تشييد وتجهيز مبنى المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، أطلق في ديسمبر 2020 في محلة "ضبية" الساحلية شمال بيروت بهبة من الحكومة الصينية.
ويضم مشروع تشييد المعهد قاعات مجهزة لتدريس الموسيقى كما يحتوي على مختلف الشروط العالمية الفنية لاستضافة الفرق الموسيقية، بالإضافة إلى مساحات أعدت لتنظيم الأنشطة الثقافية من مؤتمرات ومحاضرات وندوات.
وسيشكل مبنى المعهد الجديد مدينة موسيقية جامعية تستقطب الطلاب في المنطقة العربية لتلقي دروس التعليم العالي الموسيقي إلى جانب تنظيم حفلات الأوركسترا الشرقية والغربية.
ويضم مبنى المعهد الذي سيقدم شهادات جامعية في العزف والتأليف والنظريات الموسيقية والبالغ مساحته المبنية نحو 29 ألف متر مربع، قاعة للحفلات تستوعب 1200 مقعد تتمتع بجميع الخصائص السمعية الرئيسية لحفلات الأوركسترا، إضافة إلى قاعة مخصصة للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.
ويعد المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان الذي تأسس عام 1925 من أقدم المؤسسات التربوية في لبنان ولديه 15 فرعا في مختلف المناطق اللبنانية ويستقبل سنويا أكثر من 5 آلاف طالب.