وسط الصحراء القاحلة جنوبي الأردن، تعمل العديد من توربينات الرياح الشاهقة على توليد الطاقة المتجددة التي تحتاجها البلاد في تحفيز تحولها الأخضر، حيث يسعى الأردن إلى الاعتماد بشكل أكبر على مشاريع الطاقة المتجددة، لتصل نسبتها في 2030 إلى 50 بالمئة.
وفي ضوء ذلك، أكد محمد ابو عطية، المدير القطري لشركة الخوانق الثلاثة الصينية الدولية (CTGI) في الأردن لوكالة أنباء ((شينخوا)) على أن مزرعة شوبك للرياح التي تقع على بعد حوالي 165 كيلومترا جنوبي العاصمة الأردنية عمان، والتي تم تشغيلها في أغسطس عام 2021 من قبل الشركة الصينية، تعد إحدى المزارع الريحية البارزة هناك.
وأضاف ابو عطية أن الشركة استحوذت على ثلاثة مشاريع في مجال الطاقة المتجددة، منها مشروعان لتوليدها بواسطة الرياح والآخر بواسطة الطاقة الشمسية، والتي تستطيع توليد 153 جيجاوات/ساعة من الكهرباء سنويًا.
وبدوره، قال جيانغ سونغ وي، مهندس في مشروع CTGI بالأردن، إن مشروع مزرعة شوبك للرياح، الذي بدأ تشغيله في أغسطس عام 2021، يمكنه توليد طاقة كهربائية بقدرة مركبة تصل إلى 45 ميغاواط من طاقة الرياح.
كما أكد على أن الشركة أولت أهمية كبيرة لسوق الطاقة المتجددة في الأردن، بما في ذلك المشاريع المتعلقة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن إجمالي القدرة المركبة لمشاريع الطاقة المُستثمرة حالياً في الأردن يبلغ 156 ميغاواط. وأضاف أنه خلال عام واحد، من الممكن أن توفر مشاريعنا الثلاثة للأردن 440 مليون كيلوواط في الساعة من الطاقة النظيفة.
ومن جهته، قال تشاو تشونغ تشونغ، ممثل مشروع CTGI في الأردن "لا تساهم الشركات الصينية في تطوير صناعة الطاقة المتجددة في الأردن فحسب، بل ايضا انخرطت في تنمية المهارات التقنية للشباب المحلي.
وتابع "على الرغم من أنني بعيد عن وطني، إلا أنه ما زال بإمكاني تعلم الكثير في البيئة متعددة الثقافات،" مضيفا "لقد نقلنا تجربة الإدارة المتقدمة للصين إلى المشروع هنا، ومن ثم استوعبنا مفاهيم الإدارة المحلية، وذلك من أجل تعزيز إدارة المشروع في عملية الاتصالات المتبادلة."
وأردف" تلتزم CTGI بتطوير الطاقة النظيفة في الأردن. وبالإضافة إلى ذلك، قدمنا العديد من الأنشطة المفيدة للأردنيين المحليين. فعلى سبيل المثال، وقعنا عقود تدريب مع جامعات محلية في الأردن، حيث نقدم تدريبًا تقنيًا كل عام."
ومن جانبه، قال محمود حمايدة، مدير موقع مشروع طاقة الرياح في الشوبك، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المشروع يساعد في تخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، والتي تقدر بحوالي 75 ألف طن، كما يوفر استهلاك حوالي 30 ألف متر مكعب من المياه، فضلا عن أنه ساهم في توفير المزيد من فرص العمل للمجتمعات المحلية المجاورة، حيث وظف 100 شخص أردني من المجتمع المحيط بهذا المشروع .
وفي الوقت نفسه، أشار المدير القطري في الأردن، إلى أنه بالإضافة إلى مزرعة شوبك للرياح، تُدير الشركة الصينية ايضا مزرعة أخرى للرياح في منطقة الراجف غربي مدينة معان، بقدرة مركبة تصل إلى 88 ميغاواط، وكذلك محطة توليد طاقة كهربائية من الطاقة الشمسية في منطقة معان التنموية بقدرة مركبة تصل إلى 20 ميغاواط، لافتا إلى أن مشاريع الشركة الثلاثة من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في الأردن .
وذكر ابو عطية "تسعى الشركة إلى الاستثمار في مشاريع أخرى للطاقة المتجددة سواء من خلال الاستحواذ أو إنشاء مشاريع جديدة في هذا المجال".
وقال إن الشركات الصينية، ومنها CTGI، تلعب دورا هاما في تطلعات الأردن المتمثلة في "خلق مستقبل أكثر اخضرارا"، وذلك من خلال إنشاء مشاريع الطاقة صديقة البيئة.
ومن جهة أخرى، قال نزار الخشمان، مهندس موقع لتشغيل وصيانة مشروع طاقة الرياح في الشوبك "أعمل يوميًا مع زملائي الصينيين لحل جميع المشاكل الفنية في مشاريعنا. ويساعدني العمل معهم على تحسين مهاراتي الفنية، وكذا تحسين نمط حياتي".
ووفقًا لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، فإن مصادر الطاقة المتجددة ساهمت بنحو 29 بالمئة من إجمالي الطاقة المُولدة في الأردن حتى نهاية يوليو 2022. وفي نفس الوقت، تعمل الحكومة الأردنية على زيادة نسبة الطاقة المتجددة في البلاد لتصل إلى 50 بالمئة بحلول 2030.