عقدت ندوة دولية تحت عنوان "التنمية المدفوعة بالابتكار: بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية" في العاصمة الصينية بكين يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة نحو ثلاثين من المسؤولين والخبراء والأكاديميين من الصين والدول العربية.
وركزت الندوة التي أقيمت بشكل افتراضي وفعلي، برعاية الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ركزت على أهمية الابتكار في تطوير التعاون الصيني-العربي في الماضي والحاضر والمستقبل.
دعا عصام شرف، رئيس الوزراء المصري الأسبق، في الخطاب الذي ألقاه خلال مراسم افتتاح الندوة، إلى تعزيز التنسيق العربي-الصيني لمواجهة التحديات العالمية، مثمنا بشدة دور البناء المشترك لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية و"الحزام والطريق" ومبادرة التنمية العالمية في التعاون العربي -الصيني.
وبدوره، أكد تشاي جيون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط، في خطابه أهمية التمسك بتعزيز التنمية المشتركة المدفوعة بالابتكار، مشيرا إلى أنه يتعين على كل من الصين والدول العربية اتخاذ البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" والتنفيذ المشترك لمبادرة التنمية العالمية كمحركين، واستغلال الابتكار التكنولوجي في تمكين التعاون البراجماتي الصيني-العربي في مختلف المجالات، خاصة المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، والأقمار الصناعية للملاحة الجوية، والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، وتنفيذ مشاريع نموذجية لصناعات التكنولوجيا الفائقة في سبيل التعاون المشترك لتحقيق قفزات في التنمية.
وقال وو سي كه، المبعوث الخاص الأسبق للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط، إن الابتكار يمثل قوة دافعة لا تنضب للتنمية المستمرة للعلاقات الصينية-العربية. مشيرا إلى أنه بفضل الابتكار، تواكب آليات التعاون الصيني-العربي ومحتوياته العصر وتضخ حيوية جديدة في تنمية العلاقات الصينية-العربية.
وتابع بقوله إنه على خلفية الوضع الجديد، قدم تطوير التكنولوجيات الفائقة مثل الجيل الخامس والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى التجارة الإلكترونية، المزيد من فرص التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وشهد التعاون الثنائي تحولا من التقليدي في مجال النفط والغاز إلى الأخضر ومنخفض الكربون، مضيفا أن المنتجات الصينية والتقنيات الصينية والمعايير الصينية حظيت باعتراف متزايد في الدول العربية، حيث ساهمت في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية بشكل فعال.
واستطرد قائلا إن الشباب لا يستغنى عنهم في الابتكار، داعيا جيل الشباب في الصين والدول العربية إلى الاضطلاع بمسؤولية توريث الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية، وضخ حيوية الشباب في الارتقاء بالتعاون الثنائي باستمرار.