أكد الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إن التنمية والنمو الاقتصادي في الصين يلعبان دورا رئيسيا في تعزيز التنمية العالمية والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
وقال فرحات، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن "الصين تدافع عن قضايا الدول النامية في المنتديات الدولية، وتلعب أيضا أدوارا فاعلة في مجموعات دولية مهمة مثل مجموعة العشرين ومجموعة بريكس والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية".
وشدد على أن "كل هذا يشير إلى علاقة الصين القوية بدعم قضية التنمية في العالم".
وأردف فرحات أن المبادرات الصينية، مثل مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين مؤخرا ومبادرة الحزام والطريق، تعكس مساهمة الصين في التنمية العالمية ودعم الدول النامية والاقتصادات الناشئة.
وكان فرحات قد ألف كتابا صدر عام 2021 عن مبادرة الحزام والطريق، بعنوان "الحزام والطريق.. المباراة الكبرى في القرن 21"، وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقال الخبير المصري، "الفكرة الأساسية للكتاب هي كيفية فهم مبادرة الحزام والطريق بكل أبعادها، ليس باعتبارها مبادرة صينية ولكن باعتبارها جزء من تحولات كبيرة في النظام العالمي".
وأكد أن مبادرة الحزام والطريق مهمة بالتأكيد من زوايا عديدة، منها "فلسفة المبادرة، وتعاملها مع عدد كبير من الأقاليم، وتفاعل عدد كبير من الدول معها، بالإضافة إلى تأثيراتها الاستراتيجية المؤكدة على النظام العالمي وعلى الاقتصاد العالمي".
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق تختلف عن المبادرات الدولية الأخرى لأنها تركز على "تنمية البنية التحتية" خاصة في الدول النامية.
واستطرد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بقوله "الحزام والطريق تعتبر مبادرة مهمة فيما يتعلق بإعادة الاعتبار لفكرة التنمية، وهذه هي القضية الأساسية التي تشغل الدول النامية والناشئة".
وأوضح الباحث المصري أن هذا يعطي مبادرة الحزام والطريق فلسفة مختلفة عن الفلسفات التي قامت عليها مبادرات دولية سابقة سواء ركزت على التجارة فقط وأهملت قضية التنمية أو ركزت على أبعاد سياسية.
وقد زار فرحات الصين عدة مرات، كان آخرها في عام 2019.
وأشار إلى أن "الفجوة بين زيارتي الأولى للصين والزيارة الأخيرة كانت عدة سنوات، ولاحظت النقلة الكبيرة في التنمية والتحول في الصين مقارنة بزيارتي الأولى"، واصفا الشعب الصيني بأنه ودود ومنظم ومحب للعمل.
وقال فرحات إن هناك عددا من العوامل التي أدت إلى نجاح هذه "التجربة التنموية المهمة" في الصين، وأولها التوافق الداخلي حول أولويات عملية التنمية.
وأكد الخبير المصري أن "هناك توافق كبير بين المجتمع الصيني والحزب الشيوعي الصيني وكل مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أهمية هذا التوافق في نجاح التجربة الصينية.
العامل الآخر هو أن الصين تعمل وفقا لخطط تنموية "محددة المدة ومحددة الأهداف".
وقال فرحات "أعتقد أن الصين تقدم نموذجا مهما فيما يتعلق بفكرة الدولة التنموية، وهو مازال نموذجا جذابا للكثير من الدول الصاعدة والناشئة في العالم".
وأعاد التأكيد على أن "علاقة الصين، كدولة مهمة في النظام العالمي، بالتنمية العالمية، علاقة قوية".