تعقد دورة جديدة من معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات في بكين في الفترة من 31 أغسطس إلى 5 سبتمبر. ويرى دبلوماسيون وخبراء اقتصاد ورجال أعمال عرب أن إقامة الصين للمعرض توفر فرصا تجارية للشركات من جميع أنحاء العالم، وتبني منصة للعاملين في تجارة الخدمات للتواصل مع بعضهم البعض والتعرف على شركاء جدد، حيث أعربوا عن ثقتهم في سوق تجارة الخدمات الصينية وتطلعهم إلى تعزيز التعاون في مجال الخدمات بين الصين والدول العربية.
تبلغ المساحة الإجمالية للمعرض 152 ألف متر مربع، وتشارك أكثر من 400 شركة مدرجة على قائمة "غلوبال فورتشن 500" وشركات عالمية رائدة حضوريا في فعالياته، وتبلغ نسبة المشاركة الدولية في المعرض 20.8 في المائة حيث تشارك فيه 71 دولة ومنظمة دولية.
من جهته، قال علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين، إن معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات أصبح أكبر معرض شامل في مجال تجارة الخدمات العالمية، كما صار منصة رئيسية للصين لتسريع انفتاحها على العالم الخارجي.
وأضاف أن الأهم من ذلك هو أن المعرض سيلعب على صعيد تجارة الخدمات الدولية دورا إيجابيا في نشر فكر جديد، والربط بين العرض والطلب، وتقاسم المزيد من الفرص التجارية، وتعزيز التنمية المشتركة.
وفي نفس السياق، ذكر أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي، أن معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2022، يمثل فرصة هائلة للتنمية وتجاوز تداعيات الأزمات الدولية.
واعتبر استمرار الصين في إقامة المعرض رغم التداعيات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 وغيرها من الأزمات العالمية على الاقتصاد العالمي، دليلا قويا على قدرة الصين الفائقة على تجاوز تلك الأزمات واحتوائها، ومؤشرا على ما تتمتع به الصين من روح إصرار وعزيمة على مواصلة العمل لتحقيق رفاه الشعب الصيني وتوطيد التعاون مع مختلف دول العالم.
وشاطره الرأي محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عجلان وإخوانه السعودية ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، قائلا إن وضع جائحة كوفيد-19 في العالم لا يزال خطيرا للغاية في الوقت الحاضر، وإن انعقاد معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات في موعده المقرر يلعب دورا رائدا في دفع تنمية تجارة الخدمات عالميا، ويُبرز أيضا عزم الصين وثقتها في الانفتاح على مستوى عال، وتعزيز التعاون الدولي، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، وخلق بيئة تجارية مفتوحة وشاملة، وهو ما يتلاءم تماما مع الشعار الدائم الذي يرفعه معرض تجارة الخدمات وهو "خدمات عالمية ومنافع متبادلة".
في النصف الأول من العام الجاري، على الرغم من البيئة الخارجية الصعبة والمعقدة، أحرزت تجارة الخدمات في الصين نتائج باهرة، إذ إنه خلال تلك الفترة، بلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات الصينية في قطاع الخدمات 2891.00 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 21.6 في المائة، وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية.
وقال السفير إن المعرض هذا العام ستكون له أهمية خاصة بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإنه لشرف كبير أن تتم دعوة الإمارات لتحل ضيف شرف على دورة المعرض هذا العام. كما أشار إلى أن الصين والإمارات تشهدان نموا اقتصاديا سريعا، حيث خلقتا معجزات اقتصادية وحققتا تحولا على صعيد التنويع الاقتصادي، وبالتالي حظيتا بتقدير عالمي.
وسلط الضوء على أنه انطلاقا من هذا، ستسعى الصين والإمارات إلى اكتساب المزيد من الخبرات التنموية وتحقيق المصالح المشتركة لتعزيز تعاونهما في العديد من المجالات، ولا سيما في التجارة والاستثمار والقطاع المالي.
ومن جانبه، قال العجلان "لدينا ثقة كبيرة في تنمية الصين على الصعيدين الاقتصادي والتجاري. ولذلك، تغلبت المجموعة على العديد من التحديات الناتجة عن الجائحة وقررت المشاركة لأول مرة في المعرض هذا العام كأول مؤسسة سعودية خاصة"، لافتا إلى أنه من خلال التعاون المستمر، صارت الشركات العربية بما فيها مجموعة عجلان وإخوانه السعودية، شاهدا ومشاركا ومستفيدا من دفع الصين النشط للانفتاح رفيع المستوى.
يشهد هذا العام المرة الأولى التي تشارك فيها مجموعة عجلان وإخوانه السعودية في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، وستكون أول شركة سعودية خاصة تنشئ كشكا لها فيه. وهناك تطلعات كبيرة في أن تستخدام المجموعة منصة المعرض لإجراء تبادلات معمقة مع المزيد من الشركات الصينية، وتعزيز التعاون في المجالات الناشئة مثل شبكة الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا المالية، والأتمتة وما إلى ذلك.
وأشار العجلان إلى أن المعرض فرصة لاكتشاف الفرص والإمكانات الاقتصادية والتجارية على نحو يساعد المستثمرين من البلدين على بلوغ مستوى أعلى من التعاون المربح للجانبين، مضيفا بقوله إنه في سياق العمل المستمر على تحقيق التضافر بين "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" ومبادرة الحزام والطريق الصينية، تتطلع المجموعة إلى أن تصبح بوابة للشركات الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإلى العمل مع الشركاء الصينيين لتعزيز التنمية المعمقة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية والصين، وخلق فرص مستقبلية مربحة للجانبين، وتقاسم عوائد التنمية.
وقال إن المجموعة على استعداد لاغتنام فرص التطوير المهمة التي تشهدها مجالات أساسية مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية والكمبيوتر وخدمات المعلومات، وإقامة شراكات طويلة الأمد ووثيقة مع الشركات الصينية الرائدة، ونقل هذه التقنيات والخدمات والمنتجات الرائدة إلى السوق السعودية بل وأسواق الشرق الأوسط من خلال مشاريع مشتركة.
ومن ناحية أخرى، ذكر مستشار المركز العربي للدراسات أن المعرض يعتبر فرصة هائلة للشركات المصرية والعربية والإفريقية لزيادة التبادل التجاري والاستثماري مع الصين.
وأضاف أن العلاقات الصينية - العربية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية وشكلت مثالا يحتذى به للتضامن والتعاون بين الدول النامية وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية ما يقرب من 330 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة قدرها 37 في المائة عما كان عليه في عام 2020، بما يجعل الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، فيما بلغت التجارة بين الصين وإفريقيا 254.3 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة 35.3 في المائة على أساس سنوي.
وقال الديب، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة بالعالم وبالتالي فهي تمثل قوة تجارية ضخمة لدول العالم ومنها مصر، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال عام 2021 ليسجل 19.7 مليار دولار.