خبراء مصريون: مبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية" لن تستطيع تحقيق نجاحات "الحزام والطريق"

2022-09-28 16:02:09|Xinhua

 لن تستطيع مبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي" تحقيق نجاحات مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تتمتع بمصداقية كبيرة لدى الدول الأعضاء، وفقا لخبراء مصريين.

وأكد الخبراء أن المبادرة الصينية تملك آليات تمويلية وتنفيذية كثيرة وساهمت في إحداث تنمية حقيقية في الدول الأعضاء بعكس المبادرة الغربية التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمة مجموعة الدول السبع الأخيرة، والتي تعتمد على "استثمارات مشروطة" للقطاع الخاص.

وقال السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن "الحزام والطريق" مبادرة ناجحة ومؤثرة جدا خلافا لمبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي" التي ستأخذ وقتا طويلا لتظهر نتائجها على الأرض.

وأضاف بيومي وهو مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "مبادرة الحزام والطريق لها ذراع تمويلي من خلال البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وهناك آليات للتعاون مثل منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي وكل هذا يعزز دون شك التعاون مع الصين ويدعم المبادرة الصينية أمام المبادرة الغربية".

وأردف أن "الصين تتعاون مع الدول انطلاقا من مبدأ الربح المشترك وهذا ساعد كثيرا على انتشار مبادرة الحزام والطريق إذ أن تقاسم الأرباح يشجع كل الأطراف على التعاون".

وأكد أن "الصين تعمل من خلال المبادرة على تحقيق التنمية والتخفيف من حدة الفقر وهذه جهود عظيمة تبذلها الصين".

وواصل بيومي "أتابع منذ زمن الجهود الصينية في إفريقيا وألاحظ أن الصين أكثر اتصالا بالشعوب الإفريقية عن الدول الغربية وتقوم من خلال مبادرة الحزام والطريق بتنفيذ مشروعات بنية تحتية وطرق ومستشفيات خلافا للدول الأوروبية التي تملك تاريخا في استنزاف موارد إفريقيا".

وأشار إلى أن "مصر رحبت بشدة بمبادرة الحزام والطريق وتستوعب تماما المبادرة واستفادت منها من خلال إقامة العديد من المشروعات الصينية في مصر خصوصا في البنية التحتية وتريد أن تجذب المزيد من الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس".

ولفت إلى أن "حجم التبادل التجاري بين مصر والصين ارتفع كثيرا منذ انطلاق مبادرة الحزام والطريق".

وأظهرت بيانات رسمية للهيئة الوطنية العامة للجمارك بالصين، أن حجم التجارة بين الصين ومصر بلغ 19.98 مليار دولار أمريكي في العام 2021، بزيادة 37.3 بالمائة على أساس سنوي.

وتعتبر الصين أكبر مستثمر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث تقوم شركة تيدا الصينية بتطوير المنطقة الصناعية الصينية التي تزيد مساحتها الإجمالية عن 7 كيلو مترات مربعة في مدينة العين السخنة بمحافظة السويس شرق القاهرة.

من جهته، رأى الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الشافعي أن مبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي "عبارة عن عناوين رنانة ولم يتم اتخاذ أي شئ على أرض الواقع في إطار المبادرة".

وقال الشافعي وهو رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية لـ ((شينخوا))، إن "الصين قامت بتنفيذ مشروعات بنية تحتية في الدول المارة على طريق الحرير من شبكات طرق وسكك حديدية وغيرها، وبالتالي فإن المبادرة الغربية لا تستطيع تحقيق نجاحات مثل مبادرة الحزام والطريق".

وأضاف أن "الغرب يستغل ثروات القارة الإفريقية دون تحقيق تنمية حقيقية لدول القارة ويجب على الدول الأوروبية أن تدرك أن ما كان مقبولا بالأمس ليس في الإمكان قبوله اليوم أو غدا".

وتابع الشافعي أن "مبادرة الحزام والطريق لديها آليات تنفيذية والصين تتخذ إجراءات جادة في إطار هذه المبادرة تلقى قبولا وصدى لدى الدول خاصة أن شعوب هذه الدول ترى على أرض الواقع مشاريع البنية التحتية التي تم تنفيذها".

واعتبر أن "مبادرة الحزام والطريق تحقق المصالح المشتركة للصين والدول المشاركة وتساهم في تحقيق تنمية حقيقية لهذه الدول، بينما المبادرة الغربية لم تحرز تقدما ولن تحقق شيئا".

ونوه بأن المبادرة الصينية تتمتع بـ "مصداقية كبيرة" في ظل نتائجها الإيجابية على الأرض وحديث الصين عن الربح المشترك.

بينما رأى السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أن مبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي "مناورة لمواجهة مبادرة الحزام والطريق" الصينية.

وقال سعد لـ ((شينخوا)) إن المبادرة الغربية تنص على تخصيص 600 مليار دولار للإنفاق على البنية الأساسية في الدول النامية، من بينها 200 مليار من أمريكا، لكن كل المحللين الغربيين شككوا في جدية المبادرة التي هي مجرد كلام لن ينفذ منه شيئا في الواقع العملي".

وتابع أن "قمة السبع أطلقت في العام 2021 مبادرة (من أجل بناء عالم أفضل) ولم ينفق مما تم الوعد به سوى 70 مليون دولار وهذا مبلغ مضحك، بينما مبلغ الـ 600 مليار دولار الذي تم الإعلان عنه في مبادرة العام 2022 سوف يأتى بشكل أساسي من القطاع الخاص الغربي، وكما يعلم الجميع فإن هذا القطاع لن يقدم على استثمار أي دولار إلا وفقا لشروط معينة نعلمها جميعا".

وأضاف "نحن مدركون للفرق الكبير بين المبادرة الصينية والمبادرة الغربية خاصة أن الحزام والطريق مبادرة متكاملة تقوم على المساواة والتكافؤ وأصبحت بالفعل قوة دافعة للتعاون بين الصين والدول الأعضاء".