افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) مشروع القطار الخفيف (LRT) (عدلي منصور –العاصمة الإدارية الجديدة) بالتعاون مع الصين، بالإضافة إلى عدد من مشروعات النقل الأخرى.
ويبلغ طول مشروع القطار الكهربائي الخفيف LRT (السلام – العاشر من رمضان – العاصمة الإدارية) نحو 103 كم، ويضم 19 محطة، وتبلغ سرعته 120 كم/ ساعة.
وأوضح وزير النقل المصري الفريق كامل الوزير، خلال الافتتاح، أن القطار الخفيف سينقل حوالي مليون راكب يوميا، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل المرحلة الاولي التي تم افتتاحها اليوم بطول 70 كم وبعدد 12 محطة.
وأضاف الوزير أنه جاري تنفيذ المرحلة الثانية بطول 18.5 كم وبعدد 4 محطات والمرحلة الثالثة بطول 16 كم وبعدد 3 محطات، مضيفا أن التنفيذ يتم بواسطة شركات مصرية - صينية.
ويشمل المشروع 22 قطارا كل منها مكون من 6 عربات كما يبلغ زمن التقاطر 2.5 دقيقة والسرعة التشغيلية 120 كم / الساعة.
وأشار إلى أن الاعمال الصناعية الواقعة على مسار القطار الكهربائي الخفيف LRT تبلغ 15 عمل صناعي (7 كباري مسار و3 انفاق مسار و4 كباري سيارات ونفق سيارات).
وأوضح وزير النقل المصري أن الهدف من مشروع القطار الكهربائي الخفيف (LRT) هو خدمة المدن الجديدة على طول المسار مثل العبور والشروق والمستقبل وبدر والعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية، مشيرا إلى أن المشروع يحقق وفر في الوقود بمقدار 1.7 مليار جنيه مصرى سنويا (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 18.71 جنيه).
ويتبادل القطار الكهربائي الخفيف LRT الخدمة مع الخط الثالث للمترو في محطة عدلي منصور المركزية ومع مونوريل شرق النيل (العاصمة الإدارية بمحطة مدينة الفنون والثقافة) ومع الخط الأول لشبكة القطار الكهربائي السريع في محطة العاصمة المركزية.
وفي السياق ذاته، افتتح الرئيس المصري محطة عدلي منصور المركزية التبادلية والتي تعد أكبر محطة من نوعها بالشرق الأوسط وافريقيا، ويبلغ إجمالي مساحة المحطة نحو 30 فدان ويتم تبادل الخدمة بها بين وسائل نقل وهي (القطار الكهربائي الخفيف LRT، الخط الثالث لمترو الأنفاق، خط سكة حديد القاهرة - السويس، ومحطة السوبر جيت (أتوبيسات الأقاليم)، والأتوبيس الترددي عدلي منصور- مطار القاهرة، والأتوبيس الترددي عدلي منصور - موقف الأقاليم).
وتفقد السيسي محطة عدلي منصور المركزية التبادلية، واستمع لعرض شامل خلالها، واستقل القطار الخفيف، إلى محطة بدر، مارا بمحطات العبور، المستقبل، الشروق، هليوبوليس الجديدة، كما تفقد محطة بدر واستمع إلى تجهيزات الورش المركزية بها.
وتم تنفيذ مشروع القطار الخفيف بواسطة المقاول العام (الشركة الصينية تحالف "كريك- أفيك" للتمويل والتنفيذ)، ويعمل إلى جانبهم تحالف من المقاولين المصريين لتنفيذ الأعمال الانشائية والهندسية، ضم شركة النيل العامة لإنشاء الطرق وشركة النيل العامة للطرق والكباري والمقاولون العرب وأوراسكوم وكونكورد وحسن علام القابضة والشركة المصرية للصيانة الذاتية للطرق والمطارات.
وقال الدكتور المهندس محمد الكافوري ممثل "كريك- أفيك" الصينية، إن القطار الكهربائي هو أول وسيلة نقل جماعية تصل إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لافتا إلى أن العمل مازال مستمرا في الامتداد الجنوبي ليصل بعد جنوب طريق العين السخنة للتبادل مع القطار السريع، وأيضا الامتداد الشمالي بالوصول إلى قلب مدينة العاشر من رمضان.
وأكد الكافوري لوكالة أنباء (شينخوا) على الاهتمام الكبير الذي توليه الشركة بالعنصر البشري، باعتباره ضرورة لضمان سير واستمرار العمل، مشيرا إلى أنه تم تخريج ثلاث دفعات مدربة للعمل بالمشروع، موضحا أن هناك مجموعة من المتدربين يبلغ عددهم 90 متدربا، حيث استغرقت الدراسة للمهندسين والفنين ثلاث سنوات تم خلالها دراسة جميع الأنظمة الخاصة بالقطار الكهربائي من الإشارات والاتصالات وأحدث معدات السكة الحديدية، كما شملت الدراسة أيضا الجانب العملي، إذ تولوا أعمال الصيانة والتشغيل للأنظمة المشابهة وعقب ذلك حضورهم تصنيع المعدات.
وأشار إلى أن هؤلاء المهندسين والفنيين المدربين في الصين هم من ساهموا في أعمال التركيب والإشراف على أعمال التنفيذ عقب عودتهم إلى مصر، لافتا إلى أن هؤلاء المتدربين هم بمثابة نواة لشركة الصيانة التي ستوفر الصيانة للقطار الكهربائي لمدة 12 عاما شاملة توفير قطع الغيار من خلال الشركة الصينية.
من جانبه، قال علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب المصري، إن افتتاح المرحلة الأولى من القطار الكهربائي الخفيف Cairo LRT يمثل نقلة نوعية كبيرة في وسائل النقل والمواصلات، مؤكدا أن مصر تتجه نحو العالمية في التحول الرقمي في مجال النقل الذكي ومواكبة كافة التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأشار عابد لوكالة أنباء (شينخوا)، أن على مصر والقيادة السياسية الاستعانة بأعلى التكنولوجيات العالمية في كل جوانب التنمية، وخاصة ما يتعلق بالتنمية المستدامة والبنية التحتية، مشيدا بالتعاون في هذا الصدد مع الصين، والاستفادة من الخبرات الصينية المتقدمة في هذا المجال بشكل لافت.
وأوضح أن مصر لديها خطط تنموية واستثمارية طموحة تستهدف تغيير وجه الحياة في مصر، لذلك فهي حريصة على فتح شرايين التنمية في كل مكان من خلال محاور النقل المختلفة، واستخدام وسائل النقل الحديثة والتي لم تستخدم من قبل في مصر ومنها القطار الخفيف، والقطار السريع، والمونوريل، والاتوبيسات الترددية وغيرها.
ولفت إلى أن محاور النقل الجديدة تستهدف ربط ربوع مصر وخاصة المناطق التنموية والاستثمارية الجديدة بما ييسر الوصول إليها والانتقال منها، ما يزيد الاقبال عليها، ويعظم من جدواها الاقتصادية ويشجع على الاستثمار والتنمية في مصر.
وتسعى مصر إلى التحول بحلول العام 2024 إلى مركز عالمي للنقل واللوجستيات، وبما يساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وتغيير وجه الحياة بأنحاء مصر.
ووضعت مصر خطة عشرية من العام 2014 إلى 2024 لتطوير وتحديث قطاع النقل والمواصلات، بتكلفة متوقعة 1.669 تريليون جنيه مصري (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 18.71 جنيه)، وذلك بالعمل في 6 محاور رئيسة وهي الطرق والكباري بتكلفة 474 مليار جنيه، والسكك الحديدية 225 مليار جنيه، والأنفاق والجر الكهربائي 837 مليار جنيه، والنقل البحري 115 مليار جنيه، والموانئ الجافة والمناطق اللوجستية 15 مليار جنيه، والنقل النهري 3 مليارات جنيه.