في الصورتين الملتقطتين يوم 31 مايو 2022 الطيب علي يفحص حالة نمو النباتات في مختبر ويعمل في مكتبه في قاعدة زراعية تابعة لجامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا في مقاطعة آنهوي بشرقي الصين.
الطيب علي، طالب سوداني عمره 32 عاماً، يتطلع إلى شقّ مسار جديد للتنمية الزراعية في القارة الأفريقية، بعد اكتساب المزيد من المعارف حول الطاقة الشمسية والأنظمة الضوئية الزراعية في الصين، لنحو سبعة أعوام.
لطالما أدرك علي، الذي وُلد في عائلة تشتغل في الزراعة في جنوب شرقي السودان، أهمية وصعوبة التنمية الزراعية في بلاده.
وبينما يتمتع السودان بموارد الطاقة الشمسية الوفيرة، فإنه يعاني أيضاً من صعوبات أخرى، مثل الجفاف ونُدرة المياه في أجزاء كبيرة من البلاد.
بعد أن عمل كمهندس ميكانيكي في بلاده لسنة واحدة، حصل علي على منحة دراسية للحصول على درجة الماجستير في تطبيقات وتكنولوجيا الطاقة الشمسية في جامعة كونمينغ للعلوم والتكنولوجيا في العام 2015.
وأدرك علي خلال حضوره منتدى حول الطاقة الجديدة، قبيل تخرجه، الإمكانيات الكبيرة للاستفادة من الطاقة الشمسية وأن لها بالفعل سيناريوهات تطبيق أوسع، لا سيما في مجال الزراعة.
وخلال المنتدى، التقى علي بـ ليو ون، الأستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، الذي أثار خطابه حول الأنظمة الضوئية الزراعية اهتمام علي بشكل خاص.
قال علي: "إن هذه التقنية تستطيع أن تولّد الكهرباء وتوفر الماء، بينما تحفز جودة وإنتاج الحبوب، الأمر الذي يساعد على تحويل الأراضي الجافة وغير المناسبة مواتية للزراعة. إذا ما استوعبت هذه التكنولوجيا، يمكنني أن أحل مشاكل زراعية عديدة في بلادي. "
أصبح علي أكثر اندفاعاً لفهم هذه التقنية بعد المناقشة المعمقة التي أجراها مع البروفيسور ليو، حيث سارع للالتحاق كطالب دكتوراه يدرس الأنظمة الضوئية الزراعية في جامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا بعد ثلاثة أشهر.
بدأ علي في دراسة كيفية الزراعة، والري، والتسميد والحصاد بناءً على معرفته بتطبيق الطاقة الشمسية. كما درس أيضاً كيفية بناء دفيئة ضوئية زراعية، وحساب التبخر والنتح في الأنظمة الضوئية الزراعية.
وأضاف علي: "قمنا بزراعة نباتات مختلفة بما في ذلك الطماطم، والباذنجان والورد في القاعدة التجريبية لكليتنا".
في العام 2021 ، انتقل علي إلى حقل تجريبي أكبر في مدينة فويانغ بمقاطعة آنهوي في شرقي الصين، وأمضى ثمانية أشهر هناك. وقال: "من خلال تطبيق أنظمة ضوئية زراعية مختلفة، يمكننا التدخل وفصل ضوء الشمس للسماح فقط بدخول ضوء الشمس اللازم لنمو النبات، واستخدام الضوء الباقي لتوليد الطاقة. لقد أثبتت الدراسة أن هذه الأنظمة يمكن أن تقلل بشكل كبير من تبخر الماء والنتح لسد الطلب في عملية التمثيل الضوئي للنبات.
وأشار علي إلى أهمية هذه الدراسة وما يمكن أن تقدمه من استخدامات كثيرة في مسقط رأسه حيث لا يمكن زراعة العديد من الخضروات في الصيف بسبب أشعة الشمس القوية.
وقال علي: "من خلال إدخال أنظمة ضوئية زراعية ودفيئات زراعية، يمكننا التحكم في ضوء الشمس، ودرجة الحرارة، والرطوبة وتبخر المياه، حتى يتمكن الناس من استهلاك مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات طوال العام".
وفي حديثه عن المستقبل، قال علي إنه يعتزم متابعة دراسات ما بعد الدكتوراه في الصين بعد التخرج لاكتساب فهم أعمق للنظام الضوئي الزراعي قبل العودة إلى السودان.
ويخطط علي ليصبح مدرساً جامعياً في السودان، وينشئ شركة ترويجية لتطبيق النظم الضوئية الزراعية في بلاده، بالإضافة إلى دول أفريقية أخرى.
وقال علي: "لقد زادت تجربتي الدراسية في الصين من ثقتي بمستقبلي، إلى جانب تطوير التكنولوجيا الضوئية الزراعية في السودان، والتي يمكن أن يكون لها آثار استراتيجية على الدول الأفريقية".