أشاد دبلوماسيون صينيون ومصريون اليوم (الاثنين) بتنامي مستوى التعاون الثقافي والاقتصادي وتزايد الثقة السياسية بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق التي "وفرت الحلول الصينية للمعضلات التنموية العالمية".
وعقدت جمعية الصداقة المصرية الصينية بالقاهرة اليوم ندوة بمناسبة الذكرى الـ66 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين.
وحضر الندوة عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والخبراء الصينيين والمصريين، منهم السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ والسفير أحمد والي رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وأشاد السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ بالندوة والدور الإيجابي الذي تقوم به الجمعية المنظمة، والتي وصفها بأنها "جمعية الصداقة الأولى مع الصين على مستوى الدول العربية والدول الأفريقية".
وقال لياو "يحافظ الجانبان الصيني والمصري على التبادل رفيع المستوى والمكثف، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة بينهما متانة باستمرار"، مؤكدا العلاقات الوثيقة بين قيادتي البلدين في السنوات الأخيرة.
وشدد السفير الصيني على تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين في إطار مبادرة "الحزام وطريق" التي أطلقتها الصين بهدف تعزيز الشراكات ذات الكسب المشترك بين الدول المشاركة.
وأضاف لياو لوكالة أنباء (شينخوا) أن "هذه المبادرة وفرت الحلول الصينية للمعضلات التنموية العالمية"، مشيرا إلى أن "مصر وأكثر من 100 دولة أخرى وعدة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة قد أعربوا عن الموقف الإيجابي الداعم لهذه المبادرة".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر حوالي 20 مليار دولار أمريكى فى العام 2021، أي بزيادة سنوية قدرها 37.3 في المائة، بما يجسد المستوى العالي للتكامل الاقتصادي بين البلدين، بحسب السفير الصيني.
وأكد أن العديد من الشركات الصينية تعمل في المشروعات القومية الكبرى في مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، موضحا أن منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، والمعروفة بـ"تيدا" (TEDA)، جذبت 126 شركة حتى الآن باستثمارات فعلية بلغت 1.37 مليار دولار، وساهمت في توفير الآلاف من فرص العمل.
من جانبه، قال رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية السفير أحمد والي إن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها في 30 مايو العام 1956 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، رغم الرفض الأمريكي والغربي آنذاك.
وأضاف والي لوكالة أنباء (شينخوا) أن "الرئيس عبد الناصر رأى أنه من مصلحة مصر والدول العربية والدول الأفريقية إقامة علاقات مع الصين، التي كانت دولة ناشئة في ذلك الوقت".
وتابع أن الصين دعمت موقف القاهرة أثناء العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على مصر في العام 1956 وكذلك في الحرب بين مصر وإسرائيل في العام 1973.
وأردف والي "لقد لاحظت أن هناك نوعا من المودة وعلاقات الصداقة ليس فقط بين مصر والصين ولكن أيضا بين المصريين والصينيين، لأنهم ينتمون إلى اثنين من أقدم الحضارات في العالم، وهذا له تأثير معنوي لدى الشعبين"، مشيدا بالتعاون الثقافي والاقتصادي المتزايد بين الجانبين.
وتحدث الحضور أيضا عن الحاجة لنشر المبادئ الصينية في العالم مثل بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، خاصة في ظل الأزمات العالمية الحالية مثل جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والنزاع الروسي الأوكراني.
وقال السفير علي الحفني سفير مصر السابق لدى الصين ونائب وزير الخارجية الأسبق إن الصين تدعو دائما جميع البلدان إلى العمل معا من أجل مستقبل مشترك، "تأسيسا على فكرة المصير المشترك للبشرية، الأمر الذي يجد استجابة وتأييدا من جميع الأطراف، سواء كانت دول أو مناطق أو قارات".
ووصف الحفني، وهو أيضا نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، مبادرة الحزام والطريق بأنها "مبادرة عملية وليست حبرا على ورق"، مشيرا إلى أن المبادرة "صوبت ظاهرة العولمة وعالجت الكثير من العوار الذي اعتراها".
وكان من بين الحضور يانغ شياو تشنغ الممثل الأول لمكتب المجلس الصيني لتنشيط التجارة الدولية بمصر، والذي قال إن القيادتين الصينية والمصرية حريصتان على تسريع وتيرة نمو العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن "هناك حاليا الكثير من الصناعات الصينية في مصر، حيث إن العلاقات الدبلوماسية تساعد بشكل كبير في نمو العلاقات التجارية"، متوقعا استمرار النمو في العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين في ضوء مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح يانغ لـ(شينخوا)، أنه "تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق، هناك شركات صينية كبرى في مجالات المقاولات والاتصالات والصناعة دخلت مصر وتطورت وزادت من حجم أعمالها في مصر بشكل ملحوظ"، مشددا على أن "الشركات الصينية ساعدت في تحسين مستوى البنية التحتية في مصر".