يعد معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية (شمال القاهرة)، الأكبر والأعرق من نوعه في مصر والشرق الأوسط، في مجالات أمراض الكبد ويكتسب شهرة إقليمية وعالمية كبيرة لاسيما في مجال زراعة الكبد، إذ يفد إليه المرضى من كل مكان في مصر والشرق الأوسط.
وأعرب القائمون على معهد الكبد القومي بالمنوفية، عن تطلعهم الكبير للتعاون مع الجانب الصيني في مجالات أمراض الكبد، وخاصة زراعة الكبد، لما يتمتع به الصينيون من خبرات وكفاءات عالمية كبيرة في هذا المجال الحيوي، بما يعزز تبادل الخبرات بين الجانبين.
ويقول الدكتور هشام عبدالدايم عميد معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية إن المعهد أنشئ العام 1986، على يد الدكتور ياسين عبدالغفار وهو واحد من أكبر رواد الكبد في مصر والعالم، نظرا لارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الكبد في محافظات منطقة الدلتا.
وأضاف عبدالدايم، لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه منذ إنشاء المعهد يعمل به أطباء متخصصون من كل الجامعات المصرية، بهدف تكوين أجيال من الأطباء شديدي التخصص في أمراض وجراحات الكبد، بحيث يكون على أرقى المستويات العالمية في هذا التخصص، من خلال السفر والتعلم في أرقى المراكز العالمية وتبادل الخبرات مع كل المدارس الطبية الدولية.
وأوضح أن المعهد مجهز بنحو 400 سرير لايخلو إحداها دقيقة واحدة نظرا لقائمة الانتظار الطويلة، كما أنه مجهز بنحو 6 غرف عمليات بنظام الكبسولة، وأحدث أجهزة الأشعة والأشعة التدخلية والمناظير والمعامل، على أعلى مستوى عالمي، ما يساعد المعهد على إجراء عمليات دقيقة جدا لا تجري في أي مكان أخر في مصر، من بينها عمليات زراعة الكبد سواء في الأطفال أو الكبار أو جراحات الأورام.
وأشار إلى أن معهد الكبد القومي بالمنوفية يعد أول مركز في مصر ورابع مركز على مستوى العالم يجري عمليات زراعة الكبد من متبرع حي منذ العام 1991، سبقه في ذلك جامعات شيكاغو بالولايات المتحدة، وهامبورج بألمانيا، وكيوتو باليابان.
ونوه عبدالدايم بأن المعهد يتميز بوجود قسم متخصص في الأطفال، يفد إليه أطفال من العديد من الدول العربية لتلقي العلاج سواء الدوائي أو الجراحي أو زراعة كبد أخرهم خلال هذه الأيام طفلة من الدار البيضاء بالمغرب يبلغ عمرها 5 أشهر.
ولفت عبدالدايم إلى أن كثيرين يأتون إلى مصر خصيصا للعلاج بالمعهد مباشرة، وتابع قائلا "خلال الشهر الماضي أجرينا عميات زراعة كبد لمرضى من أربع جنسيات غير مصرية".
وأوضح أن المعهد لا يقتصر دوره على الجانب العلاجي فقط، وانما له دور كبير تعليمي وتدريبي من خلال منح شهادات الماجستير والدكتوراة في 9 تخصصات بأمراض الكبد، بالإضافة للدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات، فضلا عن النشر العلمي الدولي.
وشدد على أن الصين دولة متقدمة جدا في أمراض الكبد سواء على المستوى العلاجي أو البحثي، وخاصة في مجال زراعة الكبد، حيث إن الصين تجري أكبر عدد لعمليات زراعة الكبد في العالم، وتحقق أعلى معدلات نجاح لزراعة الكبد، مشيرا إلى أن تيانجين يعتبر أكبر مركز في العالم متخصص في زراعة الكبد في العالم.
وتابع عميد المعهد القومي بجامعة المنوفية قائلا "نحن نتطلع بشكل كبير للتعاون مع الجانب الصيني وتبادل الخبرات في هذا المجال، سواء في علاج المرضى، أو الأبحاث والتدريب والنشر العلمي والمؤتمرات العلمية وفي كل المجالات".
وأردف قائلا "زاملنا عدد كبير من الباحثين الصينيين والعلماء المتخصصين في أمراض الكبد وشاركنا سويا في إجراء العديد من الأبحاث، كما شاركنا في الكثير من المؤتمرات العلمية بالصين، وما نزال نحتفظ بصداقات تمتد لأكثر من 20 عاما مع العديد من العلماء الصينيين الذين استفدنا منهم بشكل كبير، ونحرص دائما على تبادل الخبرات والمعلومات حول كل جديد في مجال الكبد وزراعة الأعضاء".
من جانبه، قال الدكتور هاني شريم مدير وحدة زراعة الكبد بالمعهد القومي للكبد بجامعة المنوفية، إن الوحدة أجرت نحو 368 حالة زراعة كبد من انسان حي، منهم 283 حالة زراعة لمرضى كبار السن، و85 حالة زراعة كبد لأطفال، حيث تمتلك خبرات كبيرة جدا خاصة في مجال زراعة الكبد في الأطفال.
وأضاف شريم لوكالة أنباء (شينخوا) أن الوحدة تقوم بمهام التدريب داخليا، حيث يجري حاليا تدريب الجيل الثالث لزراعة الكبد، من شباب الأطباء والخدمات المعاونة وأعضاء هيئات التدريس المنضمين حديثا لفريق زراعة الكبد.
وتابع قائلا "الوحدة تقوم بزراعة الكبد للمرضى المصريين ومرضى الشرق الأوسط وأفريقيا، و"قمنا بعمليات زراعة الكبد للكثير من الجنسيات العربية والأفريقية، دون أي تمييز ونقدم لهم كامل الرعاية الطبية قبل وبعد العملية على أعلى مستوى، وبنفس الكفاءة التي تقدمها أعلى المراكز المتقدمة في العالم، حتى يتماثلوا تماما للشفاء، ويعتبروا خير سفير وخير دعاية للمعهد وكفاءة الأطباء العاملين به، نظرا للسمعة الطيبة التي يحملها هؤلاء المرضى إلى بلدانهم ما يزيد من الاقبال عليه".
وأشار إلى أن المعهد يقوم بدور مهم للغاية من خلال تدريب وتأهيل الكوادر المختلفة على مستوى الجامعات والمراكز المتخصصة في مجال زراعة الكبد في أنحاء مصر.
وأعرب مدير وحدة زراعة الكبد بالمعهد القومي للكبد بجامعة المنوفية، عن تطلعه إلى التعاون مع الجانب الصيني، قائلا "نتمنى تطوير علاقتنا مع المراكز الصينية المتخصصة في زراعة الكبد خلال الفترة المقبلة في مجالات البحث العلمي والتدريب والعمل التقني لزراعة الكبد، وذلك من خلال ورش عمل وبروتوكولات تعاون مشترك".
وشدد على أن "الصين لديها خبرات كبيرة جدا في مجال جراحات وزراعات الكبد، ونتوق إلى التعاون في أقرب وقت ممكن مع المراكز الصينية بما يحقق تبادل الخبرات بين الجانبين، على غرار ما يحدث بين معهد الكبد بالمنوفية والمعاهد والمراكز المتخصصة في الولايات المتحدة وألمانيا وانجلترا واليابان وغيرها".
بدوره، أكد الدكتور محمد الطباخ استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي ومنسق برنامج زراعة الكبد بالمعهد، ارتفاع نسب نجاح عمليات زراعة الكبد بالمعهد بشكل كبير بما يقارب المعدلات العالمية المحققة في أكبر وأحدث المراكز العالمية.
وقال الطباخ لوكالة أنباء (شينخوا) "تقاس نسب نجاح عمليات زراعة الكبد بثلاثة معدلات، تتمثل في استمرار المريض بعد عملية الزراعة لمدة عام وتصل إلى 90 بالمائة، ولمدة ثلاثة أعوام وتصل إلى نحو 80 بالمائة، وخمس أعوام وتصل إلى 78 بالمائة، وهي نسب مقاربة جدا للنسب العالمية في أرقى المراكز المتخصصة.
وأوضح أن هذه النسب تعتبر عالية جدا، خاصة وأن عمليات الزراعة في مصر تجري من متبرع حي، حيث لا يوجد في مصر وغير مسموح حتى الأن بالزراعة من متوفي (الموت الجزعي للمخ)، وهي التي تحقق نتائج أفضل لأن المريض من البداية يحصل على كبد كامل.
وأشار الدكتور محمد الطباخ إلى أن وحدة زراعة الكبد بالمعهد القومي للكبد بالمنوفية، تقوم أيضا بمتابعة مرضى قاموا بزراعة الكبد خارج مصر سواء في إنجلترا، أمريكا، الصين، السويد، ونقدم لهم الرعاية اللازمة.
وأكد أن الصين دولة متطورة جدا في مجال زراعة الكبد، لافتا إلى أن نسبة كبيرة من المرضى على مستوى العالم يذهبون إلى الصين لزراعة الكبد، ويحققون نتائج ممتازة، نظرا لامتلاك الصين العديد من المركز الكبيرة والمتقدمة جدا في زراعة الكبد.
وشدد على أن وجود فرص للتعاون بين المعهد وهذه المراكز الصينية ستكون فرصة جيدة وقوية جدا، مرحبا كثيرا بهذا التعاون في كافة مجالات زراعة الكبد.
والتقت (شينخوا)، مع ماجد مجدي ولاش، 32 عاما، والذي قام بإجراء عملية زراعة الكبد في أكتوبر الماضي، بتبرع من زوج أخته، حيث أشار إلى أنه عانى من أعراض مرضية، وتم توجيهه من الأطباء إلى المعهد، حيث تم اجراء العديد من التحاليل والبحوث، التي أكدت احتياجه لإجراء عملية زراعة كبد.
وقال ولاش إن "وحدة زراعة الكبد تابعت معي خطوة بخطوة حتى تم تجهيزي تماما وخضعت للعملية، ومن ثم عملية متابعة دقيقة لفترة غير قصيرة، وبعدها اقوم بمتابعة أسبوعية حتى استقرت الأمور، والأن أجري متابعة شهرية، وجميع التحاليل تؤكد نجاح العملية بشكل كبير".