أشادت دراسة مصرية، أجراها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بقدرة الشركات الصينية على إدارة التنوع الثقافي بالدول العاملة بها.
وصدرت الدراسة بعنوان "إدارة التنوع الثقافي داخل بيئة العمل: حالة الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية"، وأعدها الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية بالمركز، والدكتورة إيمان مرعي، الخبيرة بالمركز ونائب رئيس تحرير دورية "أحوال مصرية"، بالتعاون مع مجموعة من باحثي المركز.
وأكدت الدراسة الميدانية التي أجراها المركز على العاملين بالشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، أن الشركات الصينية تقدم نموذجا يحتذى ويمكن أن تقتدي به الشركات الدولية في إدارة التنوع الثقافي في الدول التي تعمل بها.
وتتولى الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، تنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وما تضمنه من نحو 20 برجا باستخدامات مختلفة، من أبرزها البرج الأيقوني الذي يعد الأطول أفريقيا بارتفاع نحو 400 متر.
يقول الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الدراسة تهدف إلى التعرف على التفاعل الثقافي بين رجال الأعمال والخبراء والفنيين الصينيين ونظرائهم المصريين العاملين في مشروعات ضخمة تنفذها الشركات الصينية ضمن الرؤية المصرية 2030.
وأضاف قنديل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الدراسة أجريت بالتطبيق على الشركة الصينية باعتبارها من أكبر الشركات العاملة في مصر، وكيفية إداراتها للاختلافات الثقافية في بيئة الأعمال بشكل عام وفي مصر بشكل خاص.
وأوضح أنه تم رصد كافة الإجراءات التي اتخذتها شركة (CSCEC)، لخلق بيئة ثقافية مواتية، خاصة وأن الشركة ضمت خلال مراحل العمل المختلفة نحو 9 ألاف موظف ومهندس وفني وعامل من الصين ومصر، بما يجعلها نموذجا للتعاون المصري الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق .
وأشار إلى أن الدراسة تلقي الضوء على كيفية إدارة شركة كبيرة لتحدي التنوع الثقافي، مؤكدا أن ذلك يعد معضلة قد تؤدي إلى فشل الكثير من المشروعات أو نجاح أقل إذا لم يحسن استغلال هذه المعضلة.
ولفت إلى أن الشركة الصينية تتميز في تشجيع التكيف الثقافي من خلال الكثير من الأنشطة والفعاليات التي نظمتها، والتي تراعي جوانب الثقافة المصرية والعربية والإسلامية.
واستطرد قائلا إن "الشركة لها تجارب كثيرة في دول مختلفة من العالم، هذه التجارب المتعددة أكسبتها الخبرات التي مكنتها من النجاح الكبير في إدارة التنوع والتعدد الثقافي بالشركة".
وأشار إلى أنه في بداية عمل الشركة بمصر نجحت في التكيف مع البيئة الثقافية وإكساب العمالة المصرية القدرة على التعامل مع أنماط وأساليب عمل الشركة.
وشدد الدكتور أحمد قنديل، لوكالة أنباء ((شينخوا))، على أن إدارة التنوع الثقافي بالشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، يعد نموذجا فريدا يمكن للشركات الأجنبية العاملة في مصر الاستفادة من الإجراءات التي اتخذتها الشركة الصينية للوصول إلى معدلات النجاح التي حققتها (CSCEC).
وبدأ تنفيذ المشروع، الذي تبلغ مساحته 505 آلاف متر مربع، في مايو من العام 2018، ومن المتوقع الانتهاء منه في أوائل عام 2023.
ويأتي هذا المشروع في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 40 ألف فدان، وتضم مشروعات مختلفة سكنية وتجارية وترفيهية.
وتبلغ المساحة الكلية للعاصمة الإدارية الجديدة 170 ألف فدان تقريبا.
وتخطط الحكومة المصرية للبدء في نقل الوزارات إلى العاصمة الادارية الجديدة خلال الربع الأول من العام الجاري.