نموذج ومستقبل واعد... التعاون الصيني العربي في نظام (بيدو) للملاحة يخدم الشعوب

2022-01-17 16:04:15|Xinhua

في الدورة الثالثة من منتدى التعاون الصيني-العربي لنظام (بيدو) للملاحة عبر الأقمار الصناعية، التي عقدت مؤخرا، وقعت الصين والدول العربية خطة عمل للتعاون من أجل إعطاء زخم جديد لجهود توسيع التعاون المربح للجانبين في الاستفادة من نظام (بيدو) للملاحة.

منذ سنوات وخاصة بعد انطلاق المنتدى في شانغهاي عام 2017، حقق التعاون الصيني العربي في نظام (بيدو) للملاحة نتائج ملموسة في مجالات مثل التحديد الفوري للمواقع ورسم خرائط الأراضي والنقل والزراعة الدقيقة والرصد البيئي، حسبما قال مسؤولون معنيون في هذا المجال، مؤكدين أن هذا التعاون ينتظره مستقبل واعد.

-- تعاون نموذجي 

من إنشاء المركز الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة بالأقمار الاصطناعية في تونس، إلى عقد ثلاث دورات من منتدى التعاون الصيني-العربي لنظام (بيدو) للملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومن تدريب موظفين في المنطقة العربية على الاستعمالات المختلفة لنظام (بيدو) إلى بناء سكك حديدية في الإمارات العربية المتحدة...تحول التعاون الصيني العربي في نظام (بيدو) للملاحة إلى إنجازات عملية على الأرض. 

من جانبه، ذكر خه يو بين، رئيس اللجنة الصينية للنظام الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية، أنه مع التطور السريع للشبكة العالمية لنظام (بيدو) للملاحة، ازداد عدد الأقمار الصينية التي يمكن رؤيتها في سماء الدول العربية من قمر أو قمرين إلى أكثر من عشرة. وأقامت الصين والدول العربية بشكل مشترك دورات تدريبية عديدة فيما يتعلق بنظام (بيدو) للملاحة، كما أجرى الجانبان تجارب وقياسات للوقوف على جودة الخدمة التي يقدمها النظام. 

وألمح خه إلى أنه من النقل إلى المسح الدقيق ورسم الخرائط، ومن الزراعة الذكية إلى عمليات الموانئ، تشهد مجالات التعاون الصيني العربي في كيفية الاستفادة من نظام (بيدو) للملاحة توسُّعا مستمرا، مشددا على أن هذا التعاون قد أصبح نموذجا للتعاون الدولي في تطبيق نظام (بيدو) للملاحة. 

في هذا الصدد، قال محمد بن عمر، الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التعاون الصيني العربي في نظام (بيدو) للملاحة مكَّن من الوقوف على مدى قدرة النظام على الاستجابة لمتطلبات المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالزراعة الذكية وكذلك التنقل الذكي في عمليات الإغاثة وعند الأزمات.

وأشار  بن عمر إلى أن "هنالك اليوم وعي كبير لدى البلدان العربية والمواطن العربي بمدى قدرة نظام بيدو على إعطاء حلول، خاصة بعد استكمال نظام بيدو المنظومة للأقمار الصناعية وأصبحت له تغطية شاملة في المنطقة العربية". 

-- مستقبل واعد 

مع التطلّع للمستقبل، يتبين أن هناك فرص واعدة أمام التعاون الصيني العربي في استخدام هذا النظام. 

فحسب خطة عمل للتعاون تم توقيعها في الدورة الثالثة من منتدى التعاون الصيني-العربي لنظام (بيدو) للملاحة عبر الأقمار الصناعية، ستنفذ الصين والدول العربية بشكل مشترك مشروعات تجريبية في المجالات الرئيسية الخاصة بتطبيق (بيدو) والنظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية (جي إن إس إس) خلال الفترة ما بين عامي 2022 و2023. 

وسيسهل الجانبان إنشاء مراكز لنظامي (بيدو) و(جي إن إس إٍس) في الدول العربية، وسيعقدان دورات تدريبية بشأن تقنيات الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وسيتبادلان زيارات الباحثين. وستقدم الصين كل عام منحا دراسية لعدد من ثلاثة إلى خمسة طلاب في تخصص الملاحة والاتصالات من الدول العربية، وفقا لخطة العمل. 

وستنفذ الصين والدول العربية أيضا اختبارات وتقييمات مشتركة في إطار النظامين وستعززان تطبيق نظام (بيدو) في البحث والإنقاذ على المستوى الدولي وغيرها من المبادرات. 

ومن المتوقع أن تدفع كل هذه الإجراءات التعاون المربح للجانبين وتجعل (بيدو) يخدم الدول العربية بشكل أفضل، حسبما ورد في خطة العمل. 

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد كساب رئيس شعبة تصميم الأنظمة الميكانيكية بوكالة الفضاء المصرية، إن مستقبل التعاون الصيني العربي في نظام (بيدو) للملاحة واعد لأن نظام الملاحة المبني على الأقمار الصناعية نظام لا غنى عنه الآن في العالم كله كونه يعود بالنفع على الكثير من مجالات التنمية في القطاعات المختلفة. 

ولفت إلى أن نظام (بيدو) للملاحة عبر الأقمار الصناعية يُتيح تطبيق أنظمة عالية الدقة في مجالات رسم الخرائط وتخطيط المدن والتتبع للمحاصيل الزراعية، كما يمكن استخدام المعلومات والبيانات الواردة من الأقمار الصناعية في الإسكان والطرق والنقل والمواصلات. 

وعن الآمال المستقبلية، أعرب خه يو بين عن تطلعه إلى العمل يدا بيد مع الأصدقاء العرب لبناء فريق بحث وتصميم وخلق سلسلة صناعية عالمية لنظام (بيدو) للملاحة، بما يسهم في جلب منافع عديدة للشعبين الصيني والعربي.