طالب أفغاني يسعى لتحقيق أحلامه بعد تخرجه في الصين للتمتع بـ"أرباح" بفضل السيطرة على الوباء

2021-05-24 12:47:19|Xinhua


فرزاد فرهاد، الشاب الأفغاني الذي كان يدرس اللغة الصينية في جامعة تاييوان للتكنولوجيا شمالي الصين، أنشأ منصة للتجارة الإلكترونية في الصين بعد تخرجه من الجامعة في العام الماضي، بعدما أصبح رجل أعمال شاب ويسعى وراء تحقيق أحلامه في الصين.

وقال فرزاد، واسمه الصيني تيان لي، إن جائحة كوفيد-19 لاتزال تتفشى في بعض دول العالم، لكن الصين قد أصبحت آمنة ومليئة بالحيوية، ويمكنه أن يذهب أينما يريد، الأمر الذي وفر له أرضا خصبة من الأمل لريادة الأعمال في الصين.

وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان فرزاد على وشك إكمال الفصل الدراسي الأخير في جامعة تاييوان للتكنولوجيا، حين اختار بين العودة إلى أفغانستان أو البقاء في الصين.

وفي ذلك الوقت، استطاعت الصين احتواء الوباء واستئناف العمل والإنتاج في غضون بضعة أشهر فقط، إلا أن عددا كبيرا من دول العالم لاتزال تتعرض لتفشي الوباء. وفي أفغانستان، أصيب أكثر من 20 من أقاربه أيضا بكوفيد-19، ما دفعه لاختيار البقاء في الصين لريادة الأعمال.

وقال فرزاد "على الرغم من الحنين إلى وطني وعائلتي، إلا أن الصين أكثر أمانا، الأمر الذي يعد أكثر أهمية بالنسبة لي". مضيفا أن هناك عدد كبير من أصداقه الأجانب في الصين قد قاموا بنفس الاختيار وفضلوا البقاء في الصين.

لقد أثبتت الحقائق أن اختياره كان حكيما للغاية. حيث استطاع بعد تخرجه بثلاثة أشهر، تأسيس شركة للتجارة الخارجية تعمل على تصدير المنتجات الإلكترونية الصينية إلى الخارج، بعدما قام بزيارات متكررة إلى مقاطعات تشجيانغ وشاندونغ وقوانغدونغ ومناطق أخرى.

وقال فرزاد إن"جودة المنتجات المصنوعة في الصين جيدة جدا الآن، وهو ما يجعل هناك إمكانات تجارية كبيرة وراء ذلك، لكن للأسف العديد من المستهلكين الأجانب لا يعرفون ذلك".

وعندما سافر للمرة الأولى إلى المناطق الأخرى في سبتمبر الماضي، أعجبته النتائج البارزة في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الصين، ما أدى إلى تسريع حركة الناس وزيادة حيوية الاقتصاد والتجارة.

وقد شهد فرزاد ازدهار سوق الاستهلاك في الصين خلال عطلة منتصف الخريف والعيد الوطني للعام الماضي، حيث استقبلت مناطق الجذب السياحي في عموم الصين ما إجماليه 637 مليون زيارة خلال العطلة، وبلغت مبيعات شركات التجزئة والمطاعم الرئيسية في جميع أنحاء البلاد حوالي 1.6 تريليون يوان.

وهذا ما جعل فرزاد يؤمن إيمانا راسخا بأن اختياره صحيح وأنه سيكون له مستقبل مشرق في الصين. حيث قام ببناء منصة للتجارة الإلكترونية مع صديقين من تركيا وأوكرانيا في الصين، تعمل بشكل أساسي على ترويج منتجات الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في المناطق الساحلية بشرقي للصين إلى الزبائن والمستهلكين في خارج الصين، وخاصة الدول الواقعة على طول الحزام والطريق.

واعتقد فرزاد أن الصين أرض خصبة للتجارة الإلكترونية، حيث بلغ حجم مبيعات التجارة الإلكترونية الصينية 37.21 تريليون يوان في عام 2020، لتتجاوز بذلك الناتج المحلي الإجمالي لليابان في العام نفسه.

ومنذ ديسمبر من العام الماضي، جذبت منصته أكثر من 20 شركة صينية، وأكثر من مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي في خارج الصين. وفي مارس من هذا العام، بدأ فريقه في كسب الربح.

وقال فرزاد إن شركة مصنعة لشاشات الكريستال السائل في مدينة شنتشن جنوبي الصين وقعت مؤخرا عقدا للتعاون مع منصته، حيث زادت المبيعات الشهرية للشركة بنسبة 20 بالمائة منذ بداية هذا العام، الأمر الذي يعد مجرد نموذج مصغر للانتعاش السريع ولحيوية الاقتصاد الصيني. وفقا للهيئة الوطنية للإحصاء، انتعش الناتج المحلي الإجمالي للصين بسرعة خلال الربع الأول، مسجلا نموا سنويا قدره 18.3 بالمائة.

وقال فرزاد إن "الحكومة الصينية اتخذت سلسلة من الإجراءات لمساعدة الشركات في التخلص من تأثير الوباء، والتي بدورها ساعدت الكثير من أصدقائي في الصين".

لم يعد والدا فرزاد في أفغانستان الآن قلقين بشأن حياته في الصين، وهو على وشك أن يبلغ 27 عاما خاصة بعدما تكيف مع إيقاع ممارسة الأعمال التجارية في الصين، وتمتع بتجربة ريادة الأعمال بها، وغالبا ما يشارك سعادته في الصين مع أسرته.

وقال فرزاد إن "تجربة ريادة الأعمال هذه أثمن الأصول في حياتي. والآن لدي بداية جيدة، وسأواصل العمل الجاد".