منصة لنقل التكنولوجيا بين الصين والدول العربية تسهم في بلورة نتائج ملموسة للتعاون بين الجانبين

2020-09-05 10:28:58|Xinhua

1161323131.jpg

سون تشاو جيون، عميد كلية الموارد والبيئة بجامعة نينغشيا (الثاني من اليسار)، يزور مزرعة في  سلطنة عُمان تطبق نظام الري الموفر للمياه الذي طورته جامعة نينغشيا. (شينخوا)

تاريخ الحدث: 18 أغسطس 2020

    أصبح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الذي يقع مقره في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، منصة مهمة لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الجانبين، حيث أسهم في بلورة نتائج ملموسة للتعاون بين الصين والعديد من الدول العربية منذ إنشائه في عام 2015.

    وتوصلت جامعة نينغشيا ومجموعة "ناس" القابضة القطرية إلى اتفاق بشأن مشروع بقيمة بلغت 1.264 مليار دولار أمريكي لتعزيز التطبيق التجريبي في قطر لمعدات الري الخضراء والذكية والموفرة للمياه التي طورتها الجامعة، وجرت مراسم توقيع الاتفاق عبر الانترنت مؤخرا.

    يذكر أن هذا المشروع يعد أحد النتائج الرئيسية لمذكرة التعاون التي تم التوقيع عليها بين المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا وهيئة المناطق الحرة في قطر، بهدف تعزيز التطبيق التجريبي لتكنولوجيا ومعدات الري الموفرة للمياه في قطر، والذي يتناول مجالات إنتاج الغذاء والتخضير الموفر للمياه والزراعة الموفرة للمياه وحماية البيئة الإيكولوجية وغيرها.

    وقال ناصر حسن الجابر رئيس مجلس إدارة مجموعة ناس القابضة، إنه سعيد للغاية بالتعاون مع جامعة نينغشيا في تكنولوجيا ومعدات الري الخضراء والذكية والموفرة للمياه، ويأمل في إدخال التكنولوجيا الصينية من خلال مشروع التعاون هذا للمساعدة على تعزيز الاستفادة من موارد المياه وتحسين جودة التنمية الزراعية في قطر.

    وتم تطوير نظام الري الموفر للمياه الذي يعتمد على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتحكم الذكي من خلال تطبيق عبر الهاتف المحمول وتكنولوجيا معدات الري بالتسرب تحت الأرض من قبل فريق من الخبراء من كلية الموارد والبيئة في جامعة نينغشيا.

    وقال سون تشاو جيون، عميد كلية الموارد والبيئة بجامعة نينغشيا، إن إحدى الميزات الرائعة لهذه المعدات هي استخدام أنابيب التسرب تحت الأرض، حيث يمكن لهذا النوع من خطوط الأنابيب تعديل طولها ومواقع تسرب المياه وفقا لاحتياجات الزراعة، مما يحسن معالجة مشكلة هدر المياه في المناطق غير المزروعة.

    جدير بالذكر أن معدات الري هذه قد تم استخدامها على نطاق واسع في المزارع في عُمان، ويتم ترويجها في مصر وغيرها من الدول العربية.

    وأوضح سون أن الدول العربية التي تقع أيضا في بيئة يغلب عليها الطابع الصحراوي، بحاجة ماسة إلى هذه التقنيات، قائلا إن جامعة نينغشيا قد أنشأت مختبرا دوليا مشتركا للري الموفر للمياه مع جامعة السلطان قابوس العمانية وجامعة عين شمس المصرية لتطوير تكنولوجيا الري الموفرة للمياه بشكل مشترك.

    يذكر أن الدول العربية تعتمد في الوقت الحاضر بشكل رئيسي على تقنية الري بالتنقيط الأرضي، والتي تتمتع أيضا بميزة توفير المياه، إلا أنها تحتاج إلى استبدالها بشكل متكرر بسبب الطقس القاسي في المناطق الجافة، بالإضافة إلى الهدر غير الضروري لموارد المياه، وفقا لما قال سون.

    وأظهرت البيانات التي قدمتها كلية الموارد والبيئة بجامعة نينغشيا، أن هذا النظام يساعد المحاصيل الاقتصادية المزروعة على توفير أكثر من 22 بالمائة من المياه و26.6 بالمائة من الطاقة بشكل شامل. وتم تطبيقه تدريجيا في 8.636 مليون مو (حوالي 575.7 ألف هكتار) من المزارع في شمال غربي الصين والدول العربية، بقيمة إنتاج جديدة تبلغ 1.84 مليار يوان (حوالي 0.265 مليار دولار أمريكي) وأرباح بقيمة 378 مليون يوان (حوالي 54.39 مليون دولار أمريكي).

    ومن جهة أخرى، يعد بناء منصات دولية للتبادل والتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتعزيز نقل المنجزات ذات الصلة، جزءا مهما من جهود البناء المشترك للحزام والطريق.

    وتم إدراج المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا ضمن قائمة النتائج في إطار مبادرة الحزام والطريق والتي صدرت قبل الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، التي عقدت في أبريل العام الماضي.

    وقال مدير المركز، لي قوه فنغ، إن المركز يسعى إلى تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية من خلال دمج الموارد العلمية والتكنولوجية والمشاركة في بناء منصات البحث والتطوير وقواعد عرض نقل التكنولوجيا وتنظيم الدورات التدريبية وغيرها بين الجانبين.

    وقد أطلق المركز أكثر من 20 مشروعا ابتكاريا للعلوم والتكنولوجيا بين الصين والدول العربية، بما فيها مركز بحوث تكنولوجيا التمر ومركز بحوث تكنولوجيا المشروبات النباتية ومختبر خاص لموارد المناطق الجافة وغيرها من منصات الابتكار التكنولوجي.

   من جهة أخرى، وجد الطرفان الصيني والعربي أن هناك نقصا خطيرا في موظفي خدمات نقل التكنولوجيا، ومن ثم أطلق المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا نحو عشرين دورة تدريبية خلال السنوات الثلاث الماضية بالتعاون مع العديد من مؤسسات البحث العلمي في الصين، حيث تم تدريب أكثر من 300 شخص من حوالي 20 دولة عربية وغيرها من البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق.

    يذكر أن المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا قد أنشأ ثمانية مراكز فرعية لنقل التكنولوجيا في جامعة الدول العربية والسعودية والأردن وعمان والإمارات ومصر والسودان والمغرب.