الصورة الملتقطة يوم 4 أغسطس 2019 تظهر مدخل الجامعة المصرية - الصينية في القاهرة، مصر. (شينخوا)
القاهرة 7 فبراير 2025 (شينخوا) أكدت الدكتورة رشا الخولي رئيس الجامعة المصرية - الصينية، أن الجامعة تعد جسرا للتبادل الثقافي والمعرفي ونموذجا للتعاون الصيني المصري والعربي، خاصة في مجال التعليم والتكنولوجيا وبناء القدرات.
وبدأت الجامعة المصرية الصينية عامها الدراسي الأول في العام 2017، بـ 50 طالبا في كلية واحدة، وهي تضم حاليا تسع كليات بها 12 ألف طالب.
وقالت الخولي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجامعة تضم كليات قطاع الصحة مثل الصيدلة والعلاج الطبيعي والطب البيطري، وقطاع الهندسة مثل كليات الهندسة، والحاسبات والمعلومات، والفنون والتصميم، والاقتصاد والتجارة الدولية.
وافتتحت الجامعة المصرية الصينية مؤخرا كليتين جديدتين، هما القانون والإنسانيات، والإعلام والدراسات الأدبية، وفق الخولي.
واعتبرت أن ذلك إنجاز وتطور كبير كون الكليتان ينتميان للجيل الخامس، وهي كليات تقوم على التخصصات البينية المتداخلة من خلال ربط الدراسات الإنسانية بالقانون، وربط الدراسات الأدبية بالإعلام، ما يعكس مدى التطور الذي تعيشه الجامعة.
وأكدت الخولي تمتع الجامعة بالعديد من السمات المميزة، والحرص الدائم على تطوير المناهج العلمية وبرامج التدريب فيها وتحديث آليات وأساليب العمل رغم حداثة عهدها.
وتعتبر الجامعة المصرية الصينية الوحيدة المنتسبة للثقافة الصينية والتطور الصيني في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحتل المركز السادس على مستوى الجامعات الخاصة في مصر من حيث إقبال الطلاب، بحسب الخولي.
وأشارت في هذا الإطار إلى أن كلية العلاج الطبيعي بالجامعة المصرية الصينية، هي الوحيدة في مصر التي تدرس الطب الصيني التقليدي، لافتة إلى إقبال كبير على الالتحاق بها رغم زيادة عدد مقرراتها عن أي كلية مماثلة.
وأوضحت أن دراسة الطب الصيني التقليدي تبدأ عادة بعد الدراسة الجامعية عبر دبلومات وممارسات، لكن الجامعة المصرية الصينية تقدمه ضمن برنامجها الأكاديمي والتدريب العملي من خلال المعامل الافتراضية أو في العيادات الملحقة بالجامعة، مشيرة إلى قدوم الكثير من أعضاء هيئة التدريس من الخارج لتقديم ورش وندوات ومحاضرات في هذا المجال.
ولفتت أيضا إلى أن كلية الصيدلة بالجامعة المصرية الصينية تتبنى دراسة طب الأعشاب، وهو منبثق من الحضارة المصرية القديمة والثقافة الصينية.
كما أن كلية القانون هي الكلية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدرس القانون الصيني بجانب القانون المصري بطبيعة الحال، وفق الخولي، مؤكدة أهمية إلمام الدارسين به للتعامل مع الشركات الدولية سواء بالخارج أو حتى بمقراتها في مصر والدول العربية في ظل انفتاح الصين على كل الأسواق.
وأكدت الخولي أن الجامعة المصرية الصينية جسر للتعاون الثقافي والمعرفي ونموذج للتعاون بين مصر والصين، لافتة إلى أن ذلك ينعكس في الأنشطة المشتركة للجامعة مع السفارة والجامعات الصينية.
وأوضحت أن الجامعة أبرمت بروتوكولات واتفاقات شراكة مع نحو 100 جامعة صينية في مختلف المجالات، وهناك تعاون مشترك في عقد الندوات والفعاليات المختلفة واستدعاء الرموز البارزة في كل المجالات، وتنفيذ البرامج المزدوجة والمشروعات البحثية وإيفاد البعثات من وإلى الصين، والاحتفال بكافة المناسبات الثقافية الصينية في مصر وربطها بالثقافة المصرية، بما يعزز الترابط بين مصر والصين.
وتابعت "باعتبارنا جامعة مصرية صينية فإننا نقوم بدراسة سوق العمل الصيني، وفرص النمو في مصر والدول العربية بما يلبي احتياجات سوق العمل في مصر والمنطقة المحيطة".
وأضافت "حتى الآن هناك ثلاث كليات تخرج منها الطلاب، منهم من سافر ليستكمل دراسته، ومنهم من عمل في شركات صينية أو دولية صينية كبيرة، ما يؤكد أن الجامعة على الطريق الصحيح".
وأردفت قائلة إن "ما يميز الجامعة المصرية - الصينية أننا درسنا بشكل جيد جدا متطلبات واحتياجات سوق العمل في مصر والعالم ... ونعمل على ملاحقة التطور الصيني واحتياجاته حتى يكون لدى طلابنا القدرات والمهارات والجانب العلمي والتدريبي" في ظل التحديات المتسارعة من الناحية التكنولوجية أو من ناحية الذكاء الاصطناعي.
وأضافت الخولي "نهتم جدا بالجزء التدريبي الذي تحرص الصين على توفيره دائما، خاصة الجانب المعرفي لكي نخرج طلابا مؤهلين لسوق العمل".
ودخلت الجامعة المصرية الصينية في الآونة الأخيرة في شراكة ببرنامج إنمائي جديد مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ستكون فيه هي القاعدة لمنح برامج تدريبية في منطقة الشرق الأوسط على ربط منظومة المياه والغذاء والطاقة والبيئة، وسيشارك في هذه البرامج كل دول المنطقة باعتبارها من دول الجنوب، وفق الخولي.
وقالت إن البرنامج الإنمائي مستمر ويخضع لعملية تطوير دائمة، حيث يتم جلب المهندسين والمختصين من كل الدول إلى مصر والمشاركة في هذه التدريبات للحصول على المعرفة الصينية والمصرية في المجالات الحيوية مثل الموارد الطبيعية وإدارتها وعلاقتها بالمناخ وكل المشروعات التنموية.
وأكدت أن الجامعة المصرية - الصينية هي نموذج للتعاون العربي الصيني في مجال التعليم العالي وبناء القدرات، مشيرة إلى وجود الكثير من الدارسين بالجامعة من جميع الدول العربية ومن دول أخرى.
وقالت الخولي "نحن حريصون على وجود تحديث مستمر بالجامعة حتى تكون جاذبة وأكثر تنافسية على النطاق الإقليمي"، مشيرة إلى أن طلاب الجامعة يدرسون برامجهم المختلفة باللغتين الإنجليزية والصينية، بالإضافة لوجود برامج للدراسة عن بعد في الدراسات العليا.
وأكدت رئيسة الجامعة المصرية - الصينية أن "كل ذلك يجعل الوصول إلى الجامعة أمر سهل للغاية، بالإضافة إلى عدم ارتفاع المصروفات، مما يجعلها متاحة لجميع الشرائح داخليا وخارجيا".
وتأسست الجامعة المصرية الصينية بموجب قرار رئاسي لعام 2013، وتعتبر أول جامعة تكنولوجية وإنتاجية وغير تقليدية تعتمد على الإنتاجية والتقنية.