18 أكتوبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يشكل النفط العمود الفقري لاقتصاد العراق، ويعد حقل ميسان النفطي الواقع في جنوب شرق محافظة ميسان من بين حقول النفط الرئيسية في العراق، وأحد حقول النفط ذات أطول تاريخ تعدين وبيئة قسوة، وباتت المرافق القديمة والتكنولوجيا المتخلفة واختناقات الموارد تحديات أمام التنمية المستدامة لحقول النفط. وفي مايو 2010، وقعت شركة الصين الوطنية للنفط البحريCNOOC ، بالتعاون مع شركة النفط الوطنية التركية، عقد خدمات فنية مدته عشرين عاماً مع العراق، ومن خلال الجهود المبذولة، زاد الإنتاج اليومي لحقل ميسان من أقل من 90 ألف برميل إلى 300 ألف برميل اليوم. كما تم تحسين ظروف العمل والمعيشة لموظفي المشروع بشكل مستمر، وتتوهج حقول النفط القديمة بحيوية جديدة.
التغلب على التحديات الأمنية وإزالة أكثر من 56000 لغم
يقع حقل نفط ميسان في المنطقة الحدودية ومغطى بالألغام لأسباب تاريخية. وأن الألغام الأرضية الموجودة في منطقة حقول النفط ليست منتشرة على نطاق واسع فحسب، بل إنها مخفية أيضا. وقد أجرى الموظفون مسوحات ميدانية متعمقة في مناطق الألغام، وأنشأوا قاعدة بيانات لإزالتها، وعملوا مع مقاولي إزالة الألغام لإنشاء فريق محترف مخصص للتعامل مع أعمال إزالة الألغام العاجلة، كما قاموا بتلخيص مجموعة كاملة من إجراءات عملية إزالة الألغام وأنظمة إدارة الأمن، والتي لم تحسن كفاءة العمل فحسب، بل ضمنت أيضًا إدارة المخاطر للأعمال في حقول الألغام.
نتائج إزالة الألغام. صورة من شركة الصين الوطنية للنفط البحري
بلغت مساحة إزالة الألغام في حقل ميسان النفطي خلال الـ 12 عاماً الماضية، حوالي 231 كيلومتراً مربعاً، وتم تطهير أكثر من 56 ألف لغم أرضي أو جسم حربي غير منفجر، دون وقوع أي حوادث لحقول الألغام. ولقد تم إدخال عملية إزالة الألغام التي تقوم بها شركة الصين الوطنية للنفط البحري في نظام إزالة الألغام من قبل الحكومة العراقية، وتم الترويج لخبرتها في إزالة الألغام على الصعيد الوطني من قبل دائرة إزالة الألغام التابعة للحكومة العراقية.
طقم خبراء إزالة الألغام. صورة من شركة الصين الوطنية للنفط البحري
واليوم، لا تزال أعمال إزالة الألغام وعمليات حقول النفط تجري في وقت واحد. وقال نبراس، المسؤول عن شؤون إزالة الألغام في وزارة البيئة العراقية، إن الصين طبقت المعايير ذات الصلة بصرامة في عملها على مدى السنوات العديدة الماضية وأظهرت درجة عالية من الاحتراف، " شكرا لكم وأتمنى لكم النجاح المستمر."
حل مشاكل فنية صعبة وتجاوز إنتاج النفط مليار برميل
إن الآبار القديمة في حقل ميسان النفطي كلها آبار عمودية، وإنتاج البئر الواحد محدود، يجب إدخال تكنولوجيا الآبار الأفقية لتحقيق إنتاج مرتفع. وأما سماكة طبقة الملح والجبس في حقل ميسان النفطي تبلغ حوالي 800 متر، وعمق الدفن 2000-3000 متر، والضغط يتجاوز 50 ميجاباسكال، ويعتبر التشغيل في هذه الظروف مشكلة على المستوى الدولي.
لكن، نجح فريق المشروع في اختراق العديد من الاختناقات الفنية واحد تلو واحد، حيث حفر آبار أفقية في طبقة الملح والجبس لأول مرة، كما أكمل بنجاح 23 بئراً في المجمل. وتم استكشاف التكنولوجيا الداعمة لـ "التثبيت الديناميكي الدقيق الذي يتم التحكم فيه بالضغط" والذي أدى إلى تحسين معدل تأهيل تثبيت الآبار بشكل كبير. كما تم استكشاف وتطبيق مجموعة من التقنيات الداعمة الشاملة لمنع وسد كسر الصخور الكربونية وتسرب الكهوف.
منظر لمنطقة حقل النفط. صورة من شركة الصين الوطنية للنفط البحري
واليوم، قام حقل ميسان النفطي ببناء وتشغيل أكبر محطة متكاملة لمعالجة النفط والغاز والمياه والكهرباء في العراق، وتشغيل محطة تجريبية موحدة لتفريغ الغازات، ووضع أكثر من 1500 كيلومتر من شبكة خطوط أنابيب التجميع والنقل في حقول النفط، وزاد الإنتاج اليومي لحقل النفط بشكل مطرد إلى 300 ألف برميل. وحتى نهاية أكتوبر 2022، تجاوز الإنتاج التراكمي للنفط لمجموعة حقول ميسان النفطية المليار برميل.
يعمل الموظفون في غرفة التحكم المركزية بالمحطة المتكاملة. صورة/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين، قوان كي جيانغ
قال ليو هوي، نائب المدير العام لشركة الصين الوطنية للنفط البحري بالعراق، إنه في الماضي، كانت أساليب التعدين التي تتبعها بعض الشركات الغربية في العراق غير مستدامة. وقد أثبتت الشركة الصينية منذ بدء العمل في حقول النفط العراقية، مبدأ التشاور والبناء المشترك والمنافع المشتركة، وهي ملتزمة بتحسين القدرات التقنية المحلية ومستويات الإنتاج لتحقيق التنمية المربحة للجانبين. "وعلى مدى أكثر من 20 عاما، واصلت الشركات الصينية الاستثمار في بناء البنية التحتية لحقول النفط، الأمر الذي لا يوفر ضمانا لاستمرار إنتاج حقل النفط واستقراره فحسب، بل يرسي أساسا متينا للتنمية المستدامة المحلية أيضا."
الوفاء بالمسؤوليات الاجتماعية وخلق أكثر من 4500 فرصة عمل
في الوقت الحالي، يبذل العراق كل جهد ممكن لتعزيز إعادة البناء الاقتصادي، ويأمل في تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لتدريب المواهب في مجال النفط والغاز وتحسين الاقتصاد ومعيشة الشعب. وتفي الشركات الصينية بنشاط بمسؤولياتها الاجتماعية. وبالإضافة إلى إنشاء وكالة تشغيل مشتركة مع شركة نفط ميسان والاحتفاظ بحوالي 1800 وظيفة، فقد واصلت التوسع في توظيف الموظفين العراقيين أيضًا، مما أدى إلى خلق حوالي 4500 فرصة عمل محلية حتى الآن. وفي الوقت نفسه، استثمرت أكثر من 20 مليون دو لار أمريكي في تنظيم وتنفيذ 15 مشروعًا للمساهمة الاجتماعية لبناء وتجديد طرق المجتمع المحلي والمدارس والمستشفيات وشبكات الكهرباء وشبكات أنابيب الصرف الصحي، وما إلى ذلك.
موظفون صينيون وعراقيون يتفقدون بشكل مشترك معدات الحفر. صورة/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين، قوان كي جيانغ
يتم تنسيق تشغيل حقل نفط ميسان من قبل وكالة التشغيل الصينية العراقية المشتركة المكونة من شركة الصين والوطنية للنفط البحري وشركة نفط ميسان. وقال عثمان رجا، المدير الأول للمعالجة الذكية للغاز في المحطات: "يمكن تقسيم مسؤوليات وظيفتي إلى قسمين. القسم الأول، هو ضمان الأمن، وأن كل جزء من النظام النهائي يعمل بشكل صحيح. والقسم الثاني، هو التحسين. ومن خلال تحليل البيانات وعمليات التفتيش في الموقع، نسعى جاهدين لتحسين الكفاءة وتقليل التلوث والنفايات. وتتعاون العراق والصين بسلاسة وتلتزمان بتحقيق نفس الهدف، وهو تحقيق إنتاج مرتفع ومستقر في حقل نفط ميسان وتعزيز التنمية المستدامة للمجتمع. وأن المحطات الذكية هي أحد التجسيدات."
الموظفون العراقيون الجدد المتخرجون من الجامعات لتو يتلقون تدريباً على الإسعافات الأولية. صورة/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين، قوان كي جيانغ
قال علي عزيز، مدير قسم الهندسة الميدانية الذي ذهب إلى قوانغتشو للتدريب في ديسمبر من العام الماضي: "لقد أفادتنا رحلتنا إلى الصين كثيرًا من موضوع التدريب إلى مظهر المدينة، ومن الدعم اللوجستي إلى إدارة التدريب. شكرًا للشركات الصينية على دعم النمو المستمر للمواهب. ونتطلع الى أن يتمكن المزيد من الشباب العراقي من الذهاب إلى الصين للتبادل والدراسة في المستقبل." وقال حسين سعيد، الذي شارك في التدريب على شهادة مهندس الإنتاج: "خلال التدريب، قمنا بتكوين صداقات مع شركائنا الصينيين وشعرنا وكأننا إخوة. وبفضل دعم الأخوة الصينيين على وجه التحديد، نحن مستمرون في التنمية، ويستمر اقتصاد العراق ومجتمعه في التطور."
تقديم الهدايا للمدارس المحلية. صورة من شركة الصين الوطنية للنفط البحري
قال لي فنغ، المدير العام لشركة الصين الوطنية للنفط البحري في العراق، إن التحديث الصيني النمط هو تحديث للتنمية السلمية التي تعزز التنمية السلمية والتعاون متبادل المنفعة والرخاء المشترك مع جميع الأطراف. وإن العراق شريك مهم للصين في البناء المشترك لـ"مبادرة الحزام والطريق"، وستواصل الشركات الصينية المشاركة بنشاط في إعادة بناء الاقتصاد العراقي ومساعدة العراق على تحسين معيشة الشعب وتحقيق التنمية المستدامة.
وأعرب وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، عن امتنانه للشركات الصينية لمساهماتها البارزة في تنمية الطاقة في العراق، وأعرب عن أمله في مواصلة تعميق التبادلات والتعاون مع الصين في الابتكار التكنولوجي وتدريب المواهب وتحسين الخدمات.