في الصورة الملتقطة يوم 22 أغسطس 2021، زوار في جناح معرض الطاقة النظيفة والمواد الجديدة خلال الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية في مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين. (شينخوا)
بكين 18 أكتوبر 2024 (شينخوا) قال خبراء ومدراء شركات في مجال الطاقة الجديدة إن منطقة الشرق الأوسط نشأت كوجهة رئيسية لشركات الطاقة الجديدة الصينية التي تتوسع في الخارج، ما يوفر فرصا تنموية واسعة على الرغم من التحديات التجارية العالمية المتزايدة.
وقال لي جينغ شريك استراتيجية الصفقات وعمليات الدمج والاستحواذ في شركة "كي بي إم جي" في الصين، إن منطقة الشرق الأوسط تقدم مزايا كبيرة نظرا لوفرة موارد الرياح والطاقة الشمسية فيها، بينما يتمتع المستهلكون الأثرياء والمؤسسات الكبيرة في المنطقة أيضا بقدرة شرائية قوية، ما يضمن إيرادات مستقرة للشركات الصينية الساعية للتوسع في الخارج.
وأضاف لي أنه وبالمقارنة مع مشاريع البنية التحتية طويلة الأجل وكثيفة رأس المال، تتميز مشاريع توليد الطاقة المتجددة بدورات أقصر ونماذج أرباح أوضح، ما يفتح المجال أمام الشركات الصينية التي تتوسع في الخارج للاستفادة من مزاياها التكنولوجية وخبرتها التجارية لاغتنام فرص السوق ذات الصلة بسرعة.
وفي السياق ذاته، ذكر تقرير أصدرته الشركة المذكورة مؤخرا حول التوسع الدولي لشركات الطاقة الجديدة، أن منطقة الشرق الأوسط تحظى ما بين 22 إلى 26 بالمائة من إجمالي الطاقة الشمسية على الأرض، وتزخر بإمكانات شمسية تعادل الطاقة الناتجة عن نحو مليون إلى مليوني برميل من النفط سنويا لكل كيلومتر مربع، ما يُمكّن من تلبية 50 بالمائة على الأقل من الطلب العالمي على الطاقة.
وفي سياق متصل، قال تساي تشونغ تشيوان الشريك الإداري للطاقة والموارد الطبيعية للصين ومنطقة آسيا-المحيط الهادئ في شركة "كي بي إم جي" إنه في مواجهة التعريفات الجمركية المتزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى الحد من المزايا الصينية في سلسلة إمدادات الطاقة الشمسية العالمية، اضطر المصنعون الصينيون إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم الخارجية.
وأضاف تساي أن السوق الخارجية أصبحت جزءا حاسما في التخطيط الاستراتيجي لشركات الطاقة الجديدة الصينية، وخاصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين وطاقة الهيدروجين، كما باتت منطقة الشرق الأوسط التي يُنظر إليها على أنها ملاذ آمن محتمل، سوقا جاذبا للتوسع.
وبدورها، أعلنت شركتا "جينكو" للطاقة الشمسية و"تي سي إل تشونغهوان"، وهما من أكبر منتجي وحدات الطاقة الشمسية ورقائق السيليكون في العالم، أعلنتا في شهر يوليو الماضي عن مشاريع مشتركة مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، باستثمارات تجاوزت 3 مليارات دولار أمريكي، فيما كشفت شركة "جي سي إل" للتكنولوجيا وشركة "ترينا سولار" عن خطط لتنفيذ مشاريع في الشرق الأوسط.
وقال تشيان جينغ نائب رئيس شركة "جينكو" للطاقة الشمسية، إحدى أكبر المنتجين للوحات الطاقة الشمسية في العالم من حيث الشحنات، إنه من المرجح أن تكون منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بائتمان مناسب وموارد تمويل كافية وظروف مستقرة ودعم سياساتي وسوق طموحة، المحطة الرابعة للشركة في الخارج بعد نظيراتها الموجودة في ماليزيا وفيتنام والولايات المتحدة.
وأضافت الشركة أنه باستثمار حوالي مليار دولار أمريكي، ستكون المنشأة أهم استثمار خارجي لها حتى الآن، فيما يُتوقع أن تبلغ قدرتها الإنتاجية السنوية 10 جيجاوات للخلايا والوحدات الشمسية عالية الكفاءة بمجرد تشغيلها، كما أنها ستكون أكبر قاعدة لتصنيع المنتجات الكهروضوئية الصينية في الخارج.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير أصدرته شركة "لونجي" في شهر أغسطس الماضي، أن الشركة انخرطت في العديد من المشاريع الفارقة بالشرق الأوسط، كما أنها تفكر في ضخ المزيد من الاستثمارات بالمنطقة، حيث أصبحت منطقة الخليج نقطة ساخنة عالمية للطاقة المتجددة.
وقال جيمس جين رئيس فرع شركة "لونجي" في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، إن الموارد الطبيعية الوفيرة في الشرق الأوسط والسوق المستقرة والموقع الإستراتيجي، تمثل إمكانات هائلة ليس فقط للطاقة الكهروضوئية، ولكن أيضا للهيدروجين.
وأضاف جين: "يخلق الطلب على الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط، إلى جانب المنتجات والتكنولوجيات الصينية، فرصة متبادلة النفع وكسبا للمنطقتين".
وتابع جين: "مع تنفيذ المزيد من المشاريع واسعة النطاق، سنظل مكرسين لتعميق تعاوننا مع الشركاء المحليين، وتقديم حلول مخصصة والتغلب على التحديات للإسهام في تحقيق أهداف صافي انبعاثات صفري في جميع أنحاء المنطقة".
من جانبه، قال نيكولاس لوا المحلل في الشركة الاستشارية العالمية "ريستاد إنرجي"، إن صناعة الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الشرق الأوسط يمكن أن تزيد من توسيع وجود شركات الطاقة الشمسية الصينية على الساحة العالمية.
ووفقا للشركة المذكورة، فإن الشرق الأوسط يمر بمرحلة تحول في هيكل الطاقة بعيدا عن اعتماده التقليدي على النفط والغاز اللذين يوفران حاليا أكثر من 90 في المائة من احتياجاته من الطاقة.
وأضافت "ريستاد إنرجي" أن الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط شكلت 2 في المائة فقط من مزيج الطاقة بالمنطقة في عام 2023، فيما يُتوقع أن تشكل أكثر من النصف بحلول منتصف القرن الحالي، مشيرة إلى أن لدى مصنعي الطاقة الشمسية الصينيين الذين يستحوذون على أكثر من 80 في المائة من سلسلة التوريد العالمية إمكانات هائلة في الشرق الأوسط على الرغم من عبء الحواجز التجارية العالمية وهوامش الربح المتقلص في الداخل التي يواجهونها مؤخرا.
وفي هذا السياق، قال نيشانت كومار المحلل في شركة "ريستاد إنرجي": "يوفر الشرق الأوسط سوقا بديلة حيث لا تكون الحواجز التجارية والتعريفات الجمركية سائدة".
وأضاف كومار أنه بالنظر إلى موقع الشرق الأوسط المحوري بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، يبرز دور المنطقة كمركز محتمل لتصدير الطاقة، مشيرا إلى أن الطلب المتزايد والسوق الأقل ازدحاما للشرق الأوسط يسمح للشركات الصينية بتأمين المزيد من الفرص وتنويع مخاطر السوق التي قد تواجهها.
وقال كومار: "يوفر الشرق الأوسط فرص نمو وافرة ويسمح للشركات الصينية بالحفاظ على قدرتها التنافسية العالمية وسط التحديات المتصاعدة في مناطق أخرى".
وبدوره، حذر تساي أيضا من التعقيدات الموجودة في بيئة الأسواق الخارجية، والتحديات المتمثلة بغموض المعلومات والاختلافات الكبيرة في طلب السوق، ما يجعل من الصعب اتخاذ قرار سريع ودقيق.
وأضاف تساي أن شركات الطاقة الجديدة الصينية ستظل خلال توسعها الدولي تواجه مخاطر تتعلق بتقلب أسعار المواد الخام ونقل المعدات والمعايير الفنية المتنوعة وتعطل سلسلة الإمداد.