في الصورة الملتقطة جوا بطائرة بدون طيار في 2 سبتمبر 2024، موقع مشروع توليد الطاقة الشمسية الحرارية الكهروضوئية الشامل للمرحلة الرابعة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الإمارات العربية المتحدة. (شينخوا)
دبي 12 سبتمبر 2024 (شينخوا) على بعد حوالي 65 كيلومترا جنوب وسط مدينة دبي، في مساحة شاسعة من الصحراء، يقف برج حراري شمسي شاهق يبلغ ارتفاعه 262 مترا، وحول هذا البرج، يمتد حقل من حوالي 70000 من مرايا هليوستات، تركز ضوء الشمس على مستقبل الملح المنصهر عند قمة البرج، مما يخلق أشعة ضوئية مبهرة.
وهذه هي المرحلة الرابعة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، وهو مشروع تعاوني رئيسي لتعزيز بناء طريق الحرير بين الصين والإمارات العربية المتحدة.
في نوفمبر 2018، تولت شركة شنغهاي إلكتريك المحدودة المشروع بصفتها مقاول الهندسة والتوريد والبناء، بسعة إجمالية مثبتة تبلغ 950 ميجاوات، بما في ذلك 700 ميجاوات من وحدات الطاقة الحرارية الشمسية الكهربائية و250 ميجاوات من وحدة الطاقة الكهروضوئية، ويغطي المشروع مساحة 44 كيلومترا مربعا أي ما يعادل أكثر من 6000 ملعب كرة قدم قياسي.
في الصورة الملتقطة يوم 3 سبتمبر 2024، تشاو هوي (الوسط) يناقش التقدم المحرز في المشروع مع زملائه في قسم مشروع توليد الطاقة الشمسية الحرارية الكهروضوئية الشامل للمرحلة الرابعة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الإمارات العربية المتحدة. (شينخوا)
واعتبارا من فبراير من هذا العام، تم ربط جميع وحدات توليد الطاقة في المشروع بنجاح بالشبكة وبدء التشغيل التجاري، مع توليد كهرباء تراكمي يبلغ 3.5 مليار كيلو واط في الساعة خلال مرحلة البناء، وخلق هذا المشروع ما يقرب من 50000 وظيفة محلية.
وقال عمر الحسن، المدير العام التنفيذي للمشروع لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المشروع يزود باستمرار 320000 عائلة بالطاقة النظيفة ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنويا.
ومن جانبه قال تشاو هوي، مدير المشروع "نحافظ على الشمس في الليل ونضيء دبي بعد غروب الشمس"، موضحا أن المشروع يستخدم تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية الرائدة عالميا وهو قادر على تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء بشكل ثابت ومستقر.
وعلى عكس محطات الطاقة الكهروضوئية التقليدية، التي تشهد تقلبات كبيرة في الأحمال في حالات التعرض الشمسي المختلفة ولا يمكنها توليد الطاقة ليلا، يمكن لمحطة تخزين الطاقة الشمسية الحرارية تخزين كميات كبيرة من الحرارة المتولدة خلال فترات مشمسة، مما يضمن توليد طاقة مستقر طوال الليل والنهار، وحتى في ظل الظروف الجوية السيئة.
في الصورة الملتقطة يوم 3 سبتمبر 2024،تشاو هوي (اليمين) يتفقد موقع مشروع توليد الطاقة الشمسية الحرارية الكهروضوئية الشامل للمرحلة الرابعة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الإمارات العربية المتحدة. (شينخوا)
وأشار تشاو هوي أيضا إلى أن وحدات الطاقة الشمسية الحرارية للمشروع تستخدم كلا من تقنيات البرج وعاكسات القطع المكافئ وتتميز بنظام طاقة وتحكم لاسلكي لمرايا هليوستات، مما يسمح بـ "التتبع الذكي اللاسلكي" لأشعة الشمس وكفاءة جمع الحرارة المحسنة، وفضلا عن ذلك، يتميز المشروع بأكبر نظام تخزين حراري للملح المنصهر في العالم، مع مدة تخزين تصل إلى 15 ساعة.
في ديسمبر 2023، حضر نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفل افتتاح المشروع، وقال إن "دولة الإمارات تتبنى رؤية واضحة وأهدافا محددة للتحول إلى واحدة من أكثر دول العالم استدامة، وأن إطلاق المرحلة الرابعة من مجمع الحديقة الشمسية يأتي ضمن إنجازات دبي في عام الاستدامة".
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقع عند تقاطع طرق الحرير البري والبحري، هي شريك طبيعي للصين في بناء مبادرة الحزام والطريق، وعلى الرغم من مواردها النفطية الغنية، فقد كرست دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها لتحسين هيكل الطاقة لديها، واستكشاف تحول الطاقة، وتأسيس نفسها كمركز اقتصادي أخضر وهو ما يتماشى بشكل وثيق مع التزام الصين بالتنمية الخضراء.
في الصورة الملتقطة جوا بطائرة بدون طيار في 2 سبتمبر 2024، موقع مشروع توليد الطاقة الشمسية الحرارية الكهروضوئية الشامل للمرحلة الرابعة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الإمارات العربية المتحدة. (شينخوا)
في العام الماضي، تم توصيل الوحدة الرابعة من أول محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في الشرق الأوسط، وهي محطة حصيان للطاقة بتقنية الفحم النظيف بالشبكة، وتلا ذلك استكمال وتشغيل مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بالظفرة في أبوظبي، والذي تبلغ سعته المثبتة 2.1 جيجاواط، والمرحلة الخامسة من حديقة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي بقدرة 900 ميجاوات.
وقد تم بناء كل هذه المشاريع الرئيسية للطاقة النظيفة في الإمارات العربية المتحدة من قبل شركات صينية، مما يبرز النتائج المثمرة للبناء المشترك لـ "طريق الحرير الأخضر" وتعميق التعاون الثنائي في مجال الطاقة النظيفة.
وخلص تشاو هوي إلى القول "إن تعزيز الحفاظ على الطاقة وتحقيق خفض الانبعاثات يمثلان مسؤولية اجتماعية للشركات وهدفا مشتركا للبشرية جمعاء، وستواصل الشركات الصينية الاستفادة من مزاياها التكنولوجية، وتعزيز التعاون التكنولوجي المتعدد الأطراف، من أجل توفير الحلول الصينية لتغير المناخ، والمساهمة بالحكمة الصينية في تحقيق التنمية المستدامة".