في الصورة الملتقطة يوم 30 مايو2024،جانبللاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربيالذي عقدفي بكين.(شينخوا)
بكين أول يونيو 2024 (شينخوا) قال جاسم إبراهيم الناجم سفير دولة الكويت لدى الصين، إن منتدى التعاون الصيني-العربي شكّل ومنذ تأسيسه في عام 2004 علامة فارقة ونقلة تاريخية في مسيرة العلاقات العربية-الصينية، فيما يُمثّل الاجتماع الوزاري الـ10 الذي أقيم في يوم 30 مايو المنصرم انطلاقة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية.
وأضاف الناجم خلال مقابلة تحريرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن العلاقات بين الكويت والصين تاريخية وراسخة، منوها بالجهود التي تبذلها الصين لدفع العلاقات العربية-الصينية قدما، والدور الذي يلعبه منتدى التعاون الصيني-العربي في تنمية تلك العلاقات على كافة الصعد، معربا عن تطلعاته لمواصلة الارتقاء الشامل بالعلاقات العربية-الصينية بشكل عام والعلاقات الكويتية-الصينية بشكل خاص.
تعتبر الكويت أول دولة خليجية أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع جمهورية الصين الشعبية في 22 مارس عام 1971، كما أنها من أوائل الدول التي وقعت على وثائق تعاونية لمبادرة "الحزام والطريق " في عام 2014، فيما شهدت العلاقات الثنائية نقلة كبيرة في عام 2018 مع التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقال السفير إن الجانبين الكويتي والصيني أجريا في عام 2022 مباحثات مثمرة مع مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، إلى جانب التطرق إلى اتفاق التعاون والشراكة لتنفيذ ميناء مبارك الكبير الذي يعد من بين أكبر مشاريع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، معربا عن أمله في أن يسهم هذا المشروع في تحويل دولة الكويت إلى تحقيق هدفها كمركز تجاري ومالي وسياحي في المنطقة وفق "رؤية الكويت 2035" ومبادرة "الحزام والطريق".
وأضاف الناجم أن "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي الصيني-العربي التي تم طرحها أثناء القمة الصينية-العربية الأولى في ديسمبر 2022 قد عكست اهتمام الجانبين الصيني والعربي بالتعاون الثنائي البراغماتي والمربح للجميع، مؤكدا على جدية الجانب الكويتي في بذل كل ما بوسعه لتوفير كل التسهيلات اللازمة لتعزيز التبادل وتوطيد وتقوية العلاقات الثنائية على شتى الصعد.
وفيما تحافظ الصين لسنوات عديدة متتالية على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية. قال السفير الكويتي إن الأمر يعكس متانة علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين، لافتا إلى النمو الكبير المسجل في حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين الجانبين، فيما تتميزالسوق الصينية بجاذبيتها للشركات والمؤسسات الاستثمارية من الدول العربية بشكل عام والكويت بشكل خاص.
وفيما نفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من 200 مشروع تعاوني كبير في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، أشار الناجم إلى أن تنفيذ مشاريع كبرى في مجالات البنية التحتية والنقل والطاقة وغيرها، مثل بناء الطرق السريعة والموانئ ومحطات الطاقة، قد ساهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز الربط بين الدول، مضيفا أن الكويت تسعى إلى تعزيز التعاون مع الصين في كافة المجالات، لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة التي تعتبر الصين رائدة فيها، وتأمل أيضا في الاستفادة من الخبرات الصينية في هذه المجالات وتوطيد التعاون مع الشركات الصينية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية.
في الصورة الملتقطة يوم 25 يناير 2024، أطفال كويتيون يستعرضون مهاراتهم في فن الرسم الصيني خلال فعالية ثقافية أقُيمت في المركز الثقافي الصيني بالكويت.(شينخوا)
وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية والتعليمية، لفت السفير إلى إطلاق المركز الثقافي الصيني في الكويت التشغيل التجريبي في سبتمبر عام 2023، وهو أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج، فضلا عن زيارة وفد شبابي من الكويت مقاطعة هاينان في جنوبي الصين لحضور أعمال منتدى تنمية الشباب الصيني-العربي في نوفمبر عام 2023.
وقال السفير إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" أسهم في تمتين التواصل الثقافي والشبابي بين البلدين، حيث تم إطلاق برامج لتعليم اللغة الصينية بالكويت، كما تضاعف عدد الجامعات والمعاهد التي تُدرس اللغة الصينية لدى الدول العربية، لافتا إلى أن كل هذه المنجزات تشكل علامات فارقة في تاريخ العلاقات العربية-الصينية وتعكس الرغبة الأكيدة لدى الجانبين في المُضي قدما لتوطيد أواصر التعاون الثنائي علي كافة الصعد.