"أنتم شهود وبناة العلاقات بين الصين ودول آسيا الوسطى، والمستفيدون منها وناشرو روحها. وآمل أن تشاركوا بنشاط في قضية الصداقة بين الصين ودول آسيا الوسطى، وأن تدفعوا روح طريق الحرير قدما، وتعملوا على رواية قصص الصين وقصص آسيا الوسطى، وأن تصبحوا رسل صداقة وجسورا للتعاون...". هذا ما كتبه الرئيس شي جين بينغ، في رد على رسالة وجّهها له بعض الطلّاب من بلدان آسيا الوسطى في جامعة الصين للبترول ببكين في 15 مايو الجاري.
بيرم دودييف رحمان، الطالب التركمنستاني في جامعة البترول ببكين، كان من الطلبة الذين وجهوا رسالة إلى الرئيس شي جين بينغ. ويقول بأنه وزملاءه قد شعروا بسعادة كبيرة حينما تلقوا رد على رسالتهم من الرئيس الصيني.
رحمان جاء إلى الصين للدراسة في إطار برنامج طلابي مشترك بين الصين وبلده تركمنستان. وقال بأنه كان من بين المستفيدين من العلاقات الودية بين الصين ودول آسيا الوسطى.
منذ وقت طويل حافظ فرع مؤسسة البترول الوطنية الصينية بمدينة آموداريا بتركمانستان، على تعاون جيد في مجال النفط والغاز مع دولة تركمانستان. وفي إطار الوفاء بمسؤوليته الاجتماعية، أطلق الفرع بالتعاون مع جامعة الصين للبترول منذ عام 2009، مشروع تعاون لاختيار خريجي المدارس الثانوية المتميزين في تركمانستان للدراسة في جامعة الصين للبترول ببكين. مما ساعد تركمانستان على تكوين المزيد من الكفاءات في مجال النفط. حيث ترسل الجامعة الصينية المذكورة سنويا خبراء إلى تركمانستان لاختيار الطلاب واتمام عمليات التسجيل. بينهم عدة طلاب فائزين في الأولمبياد الوطني للرياضيات والفيزياء والكيمياء.
وفي عام 2010، تم اختيار 15 خريجا من المدارس الثانوية من تركمانستان للدراسة في الصين بعد اجتيازهم اختبارات كتابية وشفوية في مواد مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجغرافيا واللغة الإنجليزية، وكان رحمان من بين هذه الدفعة.
قبل مجيئه إلى الصين، لم يكن رحمان يتحدّث اللغة الصينية، "لم أكن أعرف عن الصين غير كونفوشيوس وجاكي شان، والسور العظيم وتماثيل الجنود الفخّارية والشاي"، يقول رحمان مضيفا بأن دراسته في الصين جعلته أكثر فهما للثقافة الصينية والصينيين.
ويعيش رحمان في الصين منذ 13 عاما، درس خلالها الهندسة الكيميائية، كما تطوّع لخدمة الطلاب الأجانب ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي يواجهونها أثناء قدومهم إلى الصين.
يرى رحمان أن بلاده تمثل محطّة هامة على طريق الحرير القديم، وكانت دائما معبرا للبضائع الصينية نحو أوروبا. ويضيف بأن مبادرة الحزام والطريق قد جعلته يرى تغيّرات حقيقية في حياة الشعب الصيني والتركماني. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التجارة بين الصين وتركمانستان قد شهد زيادة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة. كما أصبحت المزيد من الشركات التركمانية تأمل تعزيز التعاون مع الشركات الصينية، في مجالات الخدمات اللوجيستية والهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب والأجهزة الكهربائية وتكرير النفط.
خلال حياته في الصين، زار رحمان عدة أماكن في الصين، من بينها مدينة شيآن. ويقول بأن هذه المدينة قد تركت في نفسه انطباعا عميقا، خاصة الموقع الأثري لتماثيل الجنود والخيول الفخارية.