في المرة الأولى التي جاءت فيها إلى مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي بشمال غربي الصين، زارت رنا محمد مصطفى النمرات مراسلة وكالة الأنباء الأردنية "أعجوبة العالم الثامنة" المشهورة، تماثيل المحاربين والخيول الصلصالية، ما جعلها متحمسة للغاية، وقالت إن تماثيل المحاربين والخيول الصلصالية منحوتة بدقة ولكل منها وجوه وأشكال مختلفة، ما يعكس الإبداع المذهل للحرفيين الصينيين القدماء.
وما أثار إعجاب رنا أيضاً هو ازدهار السياحة في هذه المدينة القديمة، وتجاوز عدد زوار متحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ العام الجاري 10 ملايين زائر حتى يوم 23 أكتوبر الماضي. وأعربت رنا عن إعجابها قائلة: "إن المتحف مزدحم وكل شخص فيه متحمس وسعيد للغاية، يمكنني أن أشعر بأن الشعب الصيني يحب حضارته حباً جماً ويفخر بها."
جاءت رنا إلى شيآن تلبية لدعوة للمشاركة في منتدى الاتصالات الدولي لطريق الحرير (شيآن) المنعقد مؤخراً. وخلال تلك الفترة، تجولت رنا والضيوف الآخرون في المدينة التي تعتبر نقطة الانطلاق الشرقية لطريق الحرير القديم، والتي كانت أيضاً عاصمة قديمة لـ13 أسرة صينية في التاريخ مثل أسرة هان وأسرة تانغ.
وبالإضافة إلى تماثيل المحاربين والخيول الصلصالية، ترك سور مدينة شيآن ذكريات جميلة لمراسل قناة العهد الفضائية العراقية محمد فريد حميد. وفي مساء يوم 26 أكتوبر الماضي، شاهد حميد عرض "حلم تشانغآن - حفل الترحيب بأسرة تانغ" عند بوابة يونغنينغ بسور مدينة شيآن، حيث أشاد بالعرض قائلا إنه دُهش بشدة من روعة العرض، وثراء وتنوع الثقافة الصينية.
تم بناء سور مدينة شيآن في عهد أسرتي سوي وتانغ، وتم توسيعه في عهد أسرة مينغ، وهو أقدم وأكبر وأفضل سور لمدينة قديمة في الصين، ويبلغ طول محيطه أكثر من 13 كيلومتراً.
وزار الضيوف المشاركون في المنتدى أيضاً قاعدة شيآن للتصنيع التابعة لشركة "جيلي" الصينية، وهي المصنع الأكثر تقدما وذكاء لـ"جيلي"، حيث يستخدم الموظفون فيه التكنولوجيات الفائقة مثل التوجيه البصري ثلاثي الأبعاد واللحام بالليزر لتصنيع السيارات.
ومن جانبه، قال الصحفي بلال ديب من جريدة "البعث" السورية إن مدينة شيآن تعد من أهم وأقدم المدن في الصين، كما أنها مركز اقتصادي وعلمي وتعليمي مهم في الصين، مضيفا أن طريق الحرير مشهور عالميا وقد استفادت منه العديد من المناطق على طول الطريق، بينما تلعب مبادرة "الحزام والطريق" حالياً نفس الدور.
وبعد معايشته لما تزخر به المدينة من عراقة وتحديث، قال حميد إن هذه المدينة الرائعة تركت لديه انطباعاً عميقاً، مضيفاً: "سأستخدم الصور والفيديوهات الملتقطة لإخبار أصدقائي في العراق عما رأيته وسمعته وعايشته في الصين بصدق، ولتعريفهم على أحدث التطورات في الصين في مجالي التراث الثقافي والابتكار التكنولوجي."