ما شيو مينغ، واحد من مئات الألاف المتخصصين في صناعة "معكرونة لاميان" في تشنغهاي. بدأ في صناعة المعكرونة في مسقط رأسه ببلدية جبلية في هوالونغ، بلدة فقيرة نائية، وظروف الحياة فيها صعبة، ما دفع الى خروج 110 ألف من سكانها من الجبال من أجل كسب لقمة العيش، وكانت بدايتهم من صناعة المعكرونة.
في عام 2002، إقترض ما شيو مينغ 7000 يوان، وذهب الى شنغهاي لبدأ حياته التجارية بفتح محل معكرونة بمساحة أكثر من 30 متر مربع. وفي أعقاب زخم تطور صناعة المعكرونة على وجه التحديد، قام ما شيو مينغ بفتح محلات أخرى في آنهوي، وتيانجين، وخبي، ومنغوليا الداخلية. وحسب ما شيو مينغ، يمكن أن تصل مداخيله عندما تكون الاعمال جيدة ما بين 700 ألف إلى 800 ألف يوان سنويا.
وفي عام 2018، عاد ماشيو مينغ إلى مسقط رأسي وكرس نفسه لصناعة المعكرونة، وبدأ في بناء المصانع وفتح سلسلة متاجر ذات علامات تجارية. لتصبح المعكرونة أكثر شعبية، ولا يمكن فصلها عن عمل المنظمات الحزبية والإدارات الحكومية على جميع المستويات. وقد أنشأت بلدة هوالونغ 46 مكتبا للمعكرونة في جميع أنحاء البلاد، يمكن ان تقدم مساعدات لهؤلاء الذين يواجهون صعوبات فتح متجر في أماكن أخرى. كما قامت البلدة بصياغة العديد من السياسات التفضيلية لتشجيع تطوير صناعة المعكرونة. و يمكن التقدم بطلب الحصول على قروض خاصة وصناديق الدعم عند نقص الأموال اللازمة لبدء المشروع. كما يمكن لمن يفتقد مهارة صناعة المعكرونة أن يتجه الى مدرسة خاصة تم انشاءها في البلدة لتعلم مهارة صناعة المعكرونة، مع وضع جميع أنواع الموارد الخام والمواد اللازمة لفتح متجر مباشرة على موقع المعكرونة الالكتروني أنشأته الحكومة.
وبهذه الطريقة، خرج ما يقرب من 200 ألف شخص من جميع المجموعات العرقية في تشينغهاي من الجبال العميقة، وافتتحوا أكثر من 30 ألف متجر المعكرونة في 337 مدينة في الداخل والخارج. واليوم، أصبح صحن المعكرونة صناعة كبيرة حيث تجاوزت مبيعاته السنوية 10 مليارات يوان.
وتعد تشينغهاي ممرا هاما على طول الطريق الجنوبي لطريق الحرير القديم، وقد أقامت علاقات إنسانية وثقافية عميقة وطويلة الأمد مع دول آسيا الوسطى والعالم العربي. ومع تعميق بناء "الحزام والطريق"، افتتح العديد من اصدقاء ما شيو مينغ متاجر معكرونة لاميان في 11 دولة ومنطقة بما في ذلك روسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وتركيا، مما سمح للأصدقاء من جميع أنحاء العالم بالاستمتاع بأطعمة تشينغهاي اللذيذة، والذي يعد أفضل ميراث لمعكرونة لاميان التي يعود تاريخها منذ 4000 عام.
