في الصورة الملتقطة يوم 10 أكتوبر 2023، بساتين برتقال في محافظة فنغجيه في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين. (شينخوا)
يي شو تساي، مزارع برتقال في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، لديه اسم يمكن ترجمته إلى "الدفاع عن الثروة بسهولة". ومع ذلك، لم يكن من السهل عليه أن يحصل على ثروة في المقام الأول.
وقام يي، البالغ من العمر 50 عاماً، بزراعة الليتشي في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين لمدة سبع سنوات، قبل أن يقرر في عام 2004 العودة إلى محافظة فنغجيه في تشونغتشينغ لبدء مشروعه الخاص، زراعة البرتقال، في قرية أوينغ، وهي مسقط رأسه.
ويتوفر لدى محافظة فنغجيه، التي تقع على الجبال المطلة على نهر اليانغتسي في قلب منطقة خزان المضائق الثلاثة، والمناطق المجاورة لها، كل ما تحتاجه أشجار البرتقال لتزدهر، بما في ذلك ضوء الشمس الوافر والتربة الرملية الحمراء والأمطار المتوازنة.
وبدأ مزارع الفاكهة المحنك بزراعة خمسة مو (0.33 هكتار) من أشجار البرتقال، لكن آماله الكبيرة تضاءلت بسبب محاصيله الأولية. ولم يحقق يي سوى حوالي 4000 يوان (557 دولارا أمريكيا) من إنتاج مخيب للآمال بأقل من خمسة أطنان من البرتقال سنوياً.
وكان التحدي الأكبر الذي واجهه يي هو مصنع مجاور لإنتاج الأسمنت، والذي كان قد أنتج كمية كبيرة من الدخان والنفايات الأخرى، ما تسبب في سحابة رمادية غطت القرية.
واستذكر يي قائلا: "كانت أوراق أشجار البرتقال مغطاة بالرماد. وكنت أتحول إلى اللون الرمادي أيضاً من رأسي إلى أخمص قدمي بعد فترة قصيرة من العمل في الحقل".
وكان ثمة قلة من الناس أرادوا ثمار أوينغ بسبب التلوث الشديد للهواء والتربة، على الرغم من أن يي باعها بسعر منخفض نسبياً. وتخلى بعض زملائه من مزارعي البرتقال عن الزرعة وغادروا القرية للبحث عن عمل في الخارج.
وثابر الرجل النحيل النشط على الزراعة على مدى السنوات، وحان الوقت أخيراً ليزدهر بستانه، حيث أغلقت سلطات حماية البيئة المحلية مصنع إنتاج الأسمنت في عام 2013 وفقاً للقانون وسط حملة وطنية ضد التلوث.
واسترشادا برؤية "المياه الصافية والجبال الخضراء كنوز لا تقدر بثمن"، تخلت فنغجيه وتشونغتشينغ والصين بأكملها عن التنمية على حساب البيئة وتحولت إلى طريق النمو الأخضر.
ومع اختفاء سحابة الغبار، أصبحت الجبال في قرية أوينغ أكثر خضرة مرة أخرى.
ولتعزيز زراعة البرتقال ومعالجته، بذلت فنغجيه منذ ذلك الحين جهوداً متواصلة لتشجيع استخدام الأسمدة العضوية، وإصلاح البنية التحتية للطرق والري، وإدخال أنواع جديدة من أشجار البرتقال، وتزويد المزارعين بأحدث المعارف.
وقال يي: "مع تحسن البيئة، أصبحت جودة التربة أفضل أيضاً. ونواصل تحديث المهارات الزراعية. وأصبح البرتقال لدينا أكثر حلاوة وأكبر حجماً مع لون أكثر جمالا".
والآن، تقوم 962 أسرة في قرية أوينغ بزراعة أكثر من 7500 مو من أشجار البرتقال. ويمكن لكل أسرة الحصول على ما يزيد عن 100 ألف يوان سنوياً في المتوسط.
وتطلعا لمستقبل جميل، قام يي بتوسيع بستانه إلى أكثر من 30 مو، فيمكن أن يصل دخله السنوي إلى 300 ألف يوان. وأصبح لدى هذا الرجل بالفعل ثروة للدفاع عنها.